البوابة 24

البوابة 24

الحلم المستحيل!!

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم: ميسون كحيل

أجلس أحياناً في غرفتي كلما سمح لي الوقت بذلك، أسرح بخيالي ليس لوقت طويل، حيث أعود مجدداً إلى الواقع وأصحو على صوت بائع الخضار أو مشتري الحديد، وهما لا يعتبران للوقت قيمة، ولا تهمهما أوقات راحة المواطن، ولا الظروف التي يعيشها! وفي أحيان كثيرة أتمكن من العودة مجدداً إلى الخيال الذي نتمنى أن يكون حقيقة، ومن ضمن هذا الخيال أنني مواطنة لم تتجاوز أحلامها حد المعقول كي ترى نفسها تتنقل في شارع الشانزلزيه في باريس، ولا أجلس على مدرج الكولوسيوم (الروماني) في روما ولا أمارس الشراء في شارع منهاتن في نيويورك! فحتى الأحلام التي نعيشها أحياناً تكون بسيطة لا تتعدى السير في شوارع نابلس والخليل ورام الله! وإذا تجاوزت الأحلام حدود المنطق الخيالي فقد أحلم بأن أرى البحر الميت عن قرب! 

في كل مرة أحاول أن أطلق العنان لأحلامي لأرى قطاع غزة كما سنغافورة؛ فقد سبق أن وعدونا بذلك! ولعل أكثر الأحلام التي لا يستوعبها حتى الخيال تكمن في رؤية حاكم يشبه حليمة يعقوب! فذلك وكما أظن ستكون العجيبة الثامنة في زمن الأكاذيب الوطنية والنضال الذي ليس له نهاية للمواطن الفلسطيني الذي جاء لهذه الدنيا كي يكون الحصان الذي يتحمل كل شيء من أجل أن يصل الآخرون ممن يمارسون الشعوذة الوطنية! إنني بحق مواطنة فلسطينية تحاول أن تعيش، وتحاول أن تجد لها مكاناً لها في الجزء المسموح من الوطن الضيق والمحاط بأشواك وأسلاك، مع الطموح أن تستمر في أحلامها رغم كل الظروف، فلا يمكن لأحلامها أن تستوعب قتل مواطن بريء أو أن تؤيد اعتقال شخص لم يرتكب إثم ولا يمكن أن تفرح لموت مواطن آخر في المعتقل الفلسطيني، أفلا يكفي المواطن معتقلات الاحتلال وزياراته المتكررة لها؟

في الحقيقة، يستحضرني حدث لإنسان قال في نهاية حديثه لما جرى له، إننا في زمن لا يحق لك فيه الكلام ولا السلام ولا أن تفكر حتى في الأحلام، فممنوع عليك أن تكون إنسان، وإذا أردت أن تبقى وأن تستمر فلا تتعدى أحلامك (القرود الثلاثة)! ولا أدرى إن كانت أحلامه أكبر من أحلامنا التي لا تتجاوز رؤية وطن نعيش فيه باحترام حتى ولو كان وطناً تحت الاحتلال أم أن ذلك أيضاً جزءاً من الحلم المستحيل.

كاتم الصوت: أحلامنا أصبحت مثل الحلم العربي! بتتذكروا؟

كلام في سرك: في وطني يسقط المواطن، يموت، ينتهي، يغادر، وراح شادي وغير شادي بس في مواجهة الاحتلال انتصر المواطن الغضنفر.

رسالة: بدي أسأل الصورة طلعت حلوة؟ (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24