البوابة 24

البوابة 24

الحكاية انتهت!

بقلم: ميسون كحيل

لا يعيب الإنسان تراجعه عن ما كان مقتنعا بعد أن يكتشف بأن تقديراته و رؤيته لم تكن على صواب، لا يعيب إذا وجد أن من وضع بهم الثقة أو من ظن أنهم شخوص المرحلة المناسبة للوضع بشكل عام قد غادروا هذه الثقة، والمرحلة بالأصل لم تكن مناسبة لهم، وأن الأزمات التي مرت و تمر بها الساحة الفلسطينية والمنطقة الإقليمية والعربية كانت أكبر من توفر القدرة على التعامل معها؛ خاصة أنه بات واضحا أن القضية الفلسطينية تراجعت مكانتها فالواضح أن قضية فلسطين لم تعد في مركز الأهمية في العالم العربي، لا بل فقد اختلفت و تنوعت التوجهات والخطط؛ وتحديدا ونحن نرى عددا من الدول العربية تلهث وراء استجداء اسرائيل من أجل التطبيع وإقامة العلاقات.

وعددا آخر من الدول تعمل على تطويرها واستقرارها و تقوية أوضاعها في المنطقة على كل الأوجه سياسيا واقتصاديا، وبناء علاقات جديدة مع دائرة النفوذ الأمريكي حتى لو كان ذلك على حساب القضايا العربية.

إذن لا شك أن فلسطين باتت في الخلف وأي اعلان أو تصريح أو موقف عربي تجاه القضية الفلسطينية ليس سوى فكرة تسويق في الشارع الشعبي تشبه العملية التجارية. والغريب هناك عملية تجانس في النية والهدف بين الحالة العربية والحالة الفلسطينية الداخلية من تثبيت حالة الإنقسام من قبل الطرفين، وتقوية نفوذهما كل في منطقته من تعيينات و مناصب و مواقع و وعود! وفي عدم إجراء الإنتخابات فالحقيقة المعلنة وغير المعلنة أن جميع الأطراف داخليا لا تريد إجراء الإنتخابات! والشعب مضحوك عليه ويعاني من الفقر و البطالة وغلاء المعيشة، وصعود مثير للمتنفذين وحاشيتهم على حسابه وحساب أبناءه؛ وإذا أراد مواجهة المحتل فعليه إن تم السماح له، أن يواجه منفردا. وفي الحقيقة؛ الشعب أصبح وكأن الأمر لا يعنيه فما بين شعارات المقاومة المسخرة لخدمة أغراض أخرى وبين ادعاءات السلام الكاذبة يقع في وسط مواجهة أعباء الحياة وصراع الحركات والأحزاب ومحتل قد يراه أفضل مما ذكر سابقا وتلك هي المصيبة.

ففي بعض اللقاءات استمع لآراء الناس ومنهم من يقول أن الاحتلال حول القضية الوطنية الى قضية اقتصادية، وأصبحنا نتعامل مع هذا التحول! و ربعنا ويقصد جماعتنا أسهموا في تحويل القضية من قضية تحرر وطني إلى قضية من يستطيع أن (يهبش) أكثر.

وبأمانة لقد أصبح الفلسطينيين غير جديرين لإدارة أوضاعهم طالما أن هناك فجوة بين غزة والضفة، وبين الناس، والإدارات الحاكمة وأركان هذه الادارات الذين أصبحوا في وادي آخر لن يتمكن المواطن العادي من الوصول إليه. لا بل وكأن لسان الحال يردد هذا هو الموجود واللي مش عاجبه يشرب من البحرين في غزة و في أريحا فهما البداية لاتفاقيات السلام.

ومع هذا التآكل الواضح، وضعف اليسار الفلسطيني وغيابه، والتراجع المستهجن لحركة فتح مكانا و زمانا، وانشغالها في قضايا بعيدة عن الواقع وبوادر لخلافات مقبلة لأسباب غير منطقية لا تفيد، وموقف عربي اقترب من النهاية واتضاح الصورة بتحول القضية الفلسطينية من المركزية إلى اللامركزية، و بروز موقف إسرائيلي لا يقبل الشك أنها لا تريد سلام بل استسلام، و تخاذل دولي مميز ومتحيز فلم يبق أمام الفلسطينيين مجتمعين متحدين واندماج كامل سوى العودة إلى المقلاع والحجر والسلاح في مكانه و زمانه الصحيحان و دون هذه العودة المنظمة والصادقة فإن الحكاية انتهت!

كاتم الصوت: بدون حركة فتح التاريخ والأصالة والمكانة فالقادم أكثر سوادا.

كلام في سرك: جاء بايدن أم ذهب، قال أم سكت، أقر بحقنا أو بحل الدولتين.. كله كلام فاضي.

رسالة: في الرياضة ليس مهما أن تحرز الهدف بقدر ما تقوم من جهد للعمل على المساعدة في احراز الهدف. افهموا بقا؟ (أحتفظ بالاسماء)

البوابة 24