البوابة 24

البوابة 24

إخرس!

بقلم: ميسون كحيل

في المساء وعندما تكون الفرصة سانحة؛ تجلس وحدك بعيداً عن زحمة الأفكار، وصياح الأطفال، واستراحة مطلوبة من مسؤوليتك تجاه الكبار، تحاول أن تجد لك مدخلاً لكي تفكر بنفسك و لو قليلاً، مع مرور الوقت وفي النقطة التي وصلت إليها تحاول أن تبحث عن أسباب استمرار الحالة المحنطة التي سيطرت على المسيرة الشخصية، لكنك رغم ذلك سرعان ما تأخذك الأفكار نحو الحالة العامة التي يعيشها الجميع؛ فأنت جزءاً من هذه الحالة تنظر إلى السماء، وترى النجوم المضيئة على عكس نجوم الأرض المظلمة التي تمثل الحالة المعيشية من شخوص وظروف قاسية وسياسات لم تعد مجدية بعد أن أصبح الوطن بشقيه القطاع و الضفة في حالة من عدم التجانس، وتعميق أكثر للإنقسام الذي أصبح جزءاً من التاريخ الفلسطيني الثابت لا بل حالة شبه دائمة لصراع النفوذ والسيطرة دون أدنى اعتبار لمصلحة القضية الفلسطينية بشكل عام، واستمرار للتغيير الإسرائيلي لشكل القدس ومعالمها و شوارعها في اللحظة التي لا يفكر فيها أولياء الأمر بما يمر به الوطن من حالة من التجميد، وسيولة وسلاسة في الجانب الآخر من الإحتلال لفرض الحالة التي يريدها!

في الصباح تحاول أن تبدأ من جديد، تخلق لك حالة من الأمل، وإن كان مزيفاً، و ما أن تنظر إلى وجوه العابرين من الناس تشعر أنك فقدت هذا الأمل المزيف، وتحاول أن تتمسك به لعل هناك من فسحة لجزء منه، لكنك لن تجد طريقاً تؤدي إلى هذه الفسحة مع بروز التنظير السياسي الممل لعدد من أولياء الأمر، وغياب كامل لمؤسسات الوطن ومجالس العمل الوطني، ولجان الفصائل التي أصبحت أداة لتمرير ما يرغب به عدداً من الأشخاص المحسوبين علينا دون أن نختار أحداً منهم!

في اليوم كله ستشعر أن لا يوم لديك، وهو ليس سوى مجرد لمحة من الزمن مرت دون فائدة سوى للراغبين في بقاء الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر أن يقبل بهذه الحالة، وإن تكلم سيقال له إخرس.

كاتم الصوت: القادم أسوأ.

كلام في سرك: كل من تبوأ كرسي المسؤولية أصبح مثل الإسرائيليين، لا قبول للتغيير، رفض الحلول، استغلال الظروف شخصياً، وترك الأمر لمن يأتي لاحقاً. أصبحنا نشبههم.

رسالة: عليكم عدم الإنتظار، تغيير الوضع مطلب، لماذا القصد ترك الأمور ليحدث الإنفجار! (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24