البوابة 24

البوابة 24

بين حالة الفقر المدقع والغنى الفاحش في قطاع غزة

بقلم: ضيف الله اسعد الاخرس

عقدت ورشة عمل خاصة بعنوان "ارتفاع أسعار السلع وتحديات تحقيق الامن الغذائي في فلسطين"، في دائرة العمل والتخطيط الفلسطيني و تم مناقشة مواضيع الأكثر أهمية التي تدور حول المتغيرات التي طرأت على أسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية في فلسطين نتيجة الأحداث ونشوب الحرب الدائرة بين روسيا و أوكرانيا واثارها على الاقتصاد العالمي وفلسطين؛ من الواضح أن الحالة التي تمر فيها القضية الفلسطينية هي بمثابة عدم المقدرة على تحقيق وتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني على أكمل وجه، نتيجة ممارسات الاحتلال الإسرائيلي المتواصل والمستمر في مصادرة الأراضي وسرقة مقدرات الفلسطينيين وقلة تحقيق الامن لدى الشعب الفلسطيني في أرضة بالضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع الفلسطينيين من تحقيق أنشطتهم في الزراعة والبناء والتجارة وغيرها، على وجه التمام، وأضف إلى ذلك تراكم المعناة الشعب الفلسطيني أدى إلى خلق بيئة غير ملائمة ولا قابلة لبناء دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف. ذلك عكست تلك المجريات الحقيقة للظروف الاقتصادية والاجتماعية السائدة في فلسطين التاريخية، من انعدام الأمن الغذائي وقلة تحقيق التوفر الكافي للاحتياجات الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وضعف النمو في الأنشطة الاقتصادية، لاشك أن دور السلطات الإسرائيلية لها فعالية أساسية في جعل الاقتصاد الفلسطيني هامشية وجعلها اتباعية للاقتصاد الإسرائيلي وخاصة عندما وقعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقية باريس الاقتصادية بعد اتفاقية أوسلو وهذا ما جعل الاقتصاد الفلسطيني رهينة للاقتصاد الاسرائيلي، وتعاني الظروف الاقتصادية في كل من شطري الوطن الفلسطيني حالات ليس عادية أو استثنائية، بل هي خطوات نحو بقاء الأوضاع السائدة على ما هو عليه من ديمومة وتعميق الانقسام وعدم توحيد المؤسسات الوطنية وعدم تقديم الأفضلية في معالجة الأمور المستمرة، شكل الانقسام الفلسطيني الفلسطيني عينات في الضفة الغربية وقطاع غزة، وإن هذه العينات صنعت فجوة حقيقية بين الأغنياء والفقراء، إذ يعيش أغلب سكان قطاع غزة حالة الفقر المدقع نتيجة السياسات والقرارات التي تصدر من إدارة حماس للمؤسسات بعد سيطرتها على القطاع غزة بالقوة، من فرض الزيادة على الضرائب و رسوم الجمركي على جميع السلع الواردة من الخارج، وأيضاً تجاهل مطالب التجار الذين يبحثون على دعم للمنتج الوطني وإحلال السلع البديلة في الأسواق، ومع ذلك لا حياة لمن تنادي؛ من أبرز الألم التي تدمي القلب وتوجع الصدر في المجتمع الفلسطيني في غزة وحياة الشباب البائسة، التي همرت عليها إدارة حماس أتعاب كثيرة و قلة الاهتمام من قبلها في البحث وإيجاد طرق وخطط لدعم واسناد الشعب الفلسطيني على أرضة، إذا نظرت إلى عيون العاطلين عن العمل تجد معالم الهموم متراكمة على وجه، وعندما تزور إحدى منازل الأصدقاء لن تجد ما يكفيهم من سد حاجاتهم واحتياجاتهم، لكي يبيضوا وجوههم أمام ضيوفهم، وهذا ما يدفعهم إلى البوح والفضفضة والصراخ نتيجة قسوة الحياة التي لا تراعي ظروف الأخرين، من شبة انعدام مصدر الدخل وقلة فرص العمل والتوجه إلى المؤسسات والجمعيات وإلى فاعلين الخير حتى ينالو ولو جزء بسيط من المساعدات المالية، فعلاً واقع مرير ومؤلم وموجع؛ ماذا تتمنا أكثر من ذلك أيه القائد أيه المسؤول عن الشعب الفلسطيني في غزة؟ هل هذا حقد أم كراهية أم ماذا؟ أريد منك أن تعيش لساعة ولا أقول ليوم أو لأسبوع أو حتى شهر مع عوائل المكلومين والمرهقين من ضنك الحياة ومتاعبها وهمومها، تواضعوا يا سادة رحمكم الله.

البوابة 24