البوابة 24

البوابة 24

خرافة الهيكل وتهويد القدس

بقلم: جلال نشوان

أنهم الغرباء الذين جاؤوا من وراء البحار ، وقذفت بهم الدول الكبرى للتخلص من مؤامراتهم ، ومكرهم وخديعتهم ، فلا صلة لهم بالديانة اليهودية فهم الرعاع و حثالات البشر اقتلعوا شعبنا من وطنه وجاءت بهم الدول الاستعمارية ، باحتلال كولنيالي ، احلالي ، كتبوا تاريخهم ، بخرافات تلمودية ، وكهنوتية ، لا صلة لها بالتاريخ و سلوكيات المستوطنين الارهابيين ، تؤكد ما ذهبنا إليه ، وهؤلاء الرعاع يجتمعون في كلّ عيدٍ يهوديٍ بالالاف ا في ساحة البراق، في الجهة الغربية من المسجد الأقصى المبارك، والذي يعرف لديهم ب(حائط المبكى ) لأداء صلاه تلمودية للبكاء على هيكلهم المزعوم. ولتحقيق اغراض سياسية جهنمية ، يلحظ المتابع للمشهد السياسي أن الجماعات المتطرفة والإرهابية تتناسل في كل يوم ، لتهويد القدس والاستيلاء على أرض فلسطين ، ولتحقيق تلك الغاية ، أنشأ المطبخ الصهيوني جماعة ( إحياء الهيكل ) وهي جماعة يهودية من أكثر الجماعات تطرفًا، وتسعى لضم الجماعات اليهودية المهتمة بهدم الأقصى في جماعة واحدة، وتمثل الإطار العام لمعظم المنظمات المعنية بما يدعونه "جبل الهيكل وجماعة حراس الهيكل: وتضم عدة منظمات وهي: معهد الهيكل تأسست عام 1983 ، في الحي اليهودي بالقدس، ويؤمن قادتها بأن بناء الهيكل لن يتم عن طريق المعجزات بل من خلال مبادرات عملية فعالة. وتتلقى هذه المنظمة دعمًا من الحكومة الإسرائيلية وبعض المنظمات الصهيونية القومية؛ إضافة إلى بعض الجماعات المسيحية الأصولية؛ وبالتالي اشتهر قادتها بالسعي لتدمير ممتلكات العرب وإبادتهم وتصفية وجودهم في فلسطين المحتلة في الثمانينيات. أما الحركة من أجل إنشاء الهيكل فهي تنشر وسط أتباعها أن الهدف الحقيقي من إنشائها هو تهويد الحرم القدسي الشريف وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. وتصدر هذه الجماعة منشورات تحريضية في أوقات الأعياد اليهودية، ولا سيما المرتبطة منها بـ (لهيكل) ، مثل ذكرى (خراب الهيكل) المزعوم وهي تنظم دوريًّا مسيرات وزيارات لأتباعها إلى الحرم القدسي. تلك الجماعات تأتي من مختلف المستوطنات المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك، بدعوات تقوم بها الجماعات اليهودية المتطرفة وخاصة ما يعرف بأمناء جبل الهيكل، حيث يقوم رئيس كاهن الجماعة بالدوران على هذه المستعمرات بحجر يقال إنه (حجر من بقايا هيكل سليمان) الذي يزعمون بأنه هدم وبني الأقصى على أنقاضه فيما يعرف لديهم بمنطقة (الحوض المقدس) وبالرغم من أن هذه الطقوس استمرت منذ احتلال عام 1967 و السيطرة على المسجد الأقصى إلا أنه لا دليل تاريخي مادي إذن لا وجود للهيكل ، مما يدعم الرواية الفلسطينية بعدم وجود هيكل يهودي في الأقصى الجماعات اليهودية التي تتوافق على ذلك، كالتصريح الذي أدلى به أحد الحاخامات مؤخرا حول نفيه لوجود الهيكل في منطقة الحرم، كما نفى إدعاء جماعة السومرا اليهودية بوجود الهيكل على جبل "جرزيم" أحد جبال مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية. هناك مجموعة من علماء الآثار الذين لا يؤمنون بتاريخية التوراة أي أنهم يعارضون استخدام التوراة ككتاب تاريخي، هذه المجموعة يتزعمها علماء مشهورين حوربت أفكارهم، هؤلاء يرون أن داود وسليمان شخصيات مبتدعة بوصفهم حكاما، وليس كأنبياء ويجب التمييز بين هذه النظرة المادية للحكام وما ذكر في القرآن عنهما كأنبياء". إن التوراة تذكر داود وسليمان كحكام أسسوا لإمبراطوريات كبيرة تضاهي الفرعونية، لكن الفترة التي وردت في التوراة لم يصلنا منها أي دليل مادي، مثل قطعة فخار أو خزف ويعتبر خراب الهيكل المزعوم يوم حزن وحداد على تدمير هيكل سليمان على يد البابليين، بينما تعكف منظمات الهيكل المزعوم سنويا قبيل هذه الذكرى على حشد الرأي العام الصهيوني من أجل المشاركة في الاقتحام الجماعي الكبير الذي تنفذه المنظمات الاستيطانية للأقصى. اللافت للنظر إن الحكومة الصهيونية ، أعطت الضوء الأخضر للمتطرفين لتنفيذ مزيد من الانتهاكات في المسجد وحوله، إذ من المتوقع أن يقتحمون المسجد الأقصى المبارك في ساعات الصباح الباكر لباب الأسباط ليادوا الصلوات التلمودية على جدرانه، ومن المتوقع بأن يقوموا بجولة على كافة أبواب الأقصى وأداء الصلوات والرقصات التلمودية أمامها. قادة المطبخ الصهيوني أعدوا خططاً وش برامج منذ أيام لزديادة عدد المقتحمين في المجموعة الواحدة، فبعدما كانت تحتوي على خمسة متطرفين في بدايات الاقتحام لا تقل المجموعة الواحدة عن مئات المتطرفين ، الأمر الذي يسهل على المتطرفين ارتكاب مزيد من الانتهاكات بحق قدسية المكان ومن بين أبرز الانتهاكات التي سُجلت بالأقصى خلال الاقتحامات اليوم خلع الأحذية وإشهار التوراة ومحاولة قراءة نصوص منه، بالإضافة إلى الانبطاح أرضا ومحاولات لكسر أغصان من أشجار الزيتون في باحات المسجد، ويرى مراقبون أن هذه التصرفات مرتبطة بسياسة صهيونية رسمية تهدف إلى خلق واقع جديد بالأقصى لا يقتصر على الاقتحام. وفي الحقيقة : كل هذه الممارسات التعسفية التي يرتكبها المستوطنون ، تأتي في إطار الانتقام من المقدسيين وقهرهم بتدنيس المسجد الأقصى لإعادة هيبة الاحتلال التي كُسرت نتيجة انتصار الأقصى مؤخرا، وربط الشعب اليهودي برواية الهيكل المزعوم بهدف سرقة الأرض وطرد الشعب الفلسطيني والاعتداء على مقدساته. ومن نافلة القول نقول : لقد دأبت الشرطة الصهيونية توفير الحماية للمتطرفين لكي تبرهن للمتطرفين على أنها تسيطر على المسجد من خلال تواجدها المكثف فيه من جهة، وتسعى لاستفزاز مشاعر المسلمين في كافة أنحاء المعمورة من جهة أخرى أن كل الانتهاكات التي تحدث في ساحات المسجد تتم بقوة السلاح وبشكل مخالف للقوانين الدولية وللوضع القائم في الأقصى، وهذا يتطلب من أهلنا المقدسيين وأهلنا في الداخل المحتل ( فلسطين المحتلة ) شد الرحال لمسجدهم في كل الأوقات لتعزيز إسلاميته والتأكيد على أنه حق للمسلمين وحدهم. وعلى الصعيد الإعلامي ، يولي الإعلام الصهيوني اهتماماً خاصاً بذكرى الهيكل وذلك بتحضير مواد دينية سياسية اجتماعية عن الهيكل المزعوم، بهدف إيصال المعلومات عنه لأكبر شريحة من الجيل الجديد، ورغم اهتمام الاع علىتم بزرع الرواية التلمودية في عقول الأطفال والشباب، فإن الإعلام ازدحم أيضا بالتخريض ضد العرب من المتوقع أن يكون خلال الاقتحام الجماعي غداً ، وجود الأطفال من مختلف الأعمار، ومنهم من حذا حذو والديه وخلع حذاءه أثناء الجولة، وبينما تنعم المتطرفون من الكبار والصغار بالتقاط الصور التذكارية مع مصلى قبة الصخرة المشرفة، تمنع شرطة الاحتلال إقامة العديد من المخيمات الصيفية للأطفال الفلسطينيين في الأقصى منذ سنوات. إحياء ذكرى "خراب الهيكل غداً ستفضح مد الفلسطيني بالأقصى مؤخرا، ووصف المشهد بالرصاصة العنجهية الصهيونية. وتسهم في انهيار الرواية التي حيكت على مدار سنوان و أن أعمال العربدة والاستفزاز التي سينفذها المستوطنون ، تأتي بعد تصدع أساسات الرواية الصهيونية التي قادتها المؤسسة الدينية ، وأثرت على الأجيال الجديدة بعد شرعنتها مرارا قتل العرب بحجة أنهم ينافسون على الرواية المرتبطة بالوجود الديني. نناشد أهلنا المقدسيين وأهلنا في فلسطين المحتلة سرعة التواجد غداً للحفاظ على المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه ، مهما كانت التضحيات.

الكاتب الصحفى جلال نشوان .

البوابة 24