البوابة 24

البوابة 24

شقلبة وقرود!

بقلم: ميسون كحيل

منذ فترة طويلة لم نعد نسمع أوصاف و كلمات وعبارات مثل الإمبريالية الأمريكية والعدو الصهيوني والرجعية العربية، ولم نعد نشعر بقيمة وقامة زعماء عرب أمثال ياسر عرفات والملك حسين و هواري بومدين، كما اننا في الواقع الفلسطيني وطبيعة النضال الوطني الفلسطيني افتقدنا قادة من نوع فريد في المجال العسكري و الأمني والسياسي؛ أمثال خالد الحسن و سعد صايل وخليل الوزير وصلاح خلف وأمين الهندي وأبو داوود والقائمة تطول. ونعيش واقعاً جديداً أصبحت فيه الإمبريالية الأمريكية قبلة للسياسيين الجدد والعدو الصهيوني أصبح دولة لها حق الوجود على أرض فلسطين مرفق بإعلان الندم على ما فات من فترة عدم إقامة العلاقات معها، أما الرجعية العربية فلا أظن أنها كانت موجودة بالقدر الذي نشعر به الآن. وفي نفس الوقت؛ لم نعد نقرأ قصص  شاهبندر التجار و علي بابا والأربعين حرامي، وقد يكون ذلك لأننا الآن نعيش هذه القصص على أرض الواقع مع إنتشار أوصاف و كلمات جديدة مثل التطبيع والسلام وإقامة العلاقات مع إسرائيل دون مقابل و التخلي الكامل عن الحقوق العربية والإسلامية في فلسطين، و قد نجح أعداء العروبة والإسلام في نشر ثقافة جديدة في العالم العربي والإسلامي من خلال تأجيج الخلافات الدينية ونشر الفتنة بين أبناء الدين الواحد في عدد من الدول العربية؛ وإظهار أنواع من التفرقة للأقليات الدينية في عدد آخر من الدول، والمضحك المبكي أن هناك جهات عربية داخلية و أيادي ساهمت في ذلك، حيث عملت الإدارات الأمريكية منذ فترة على احتضان و دعم الأحزاب والحركات الدينية من أجل تمرير وخلق حروب بين أبناء الشعب الواحد حتى باتت بعض الدول العربية في حالة دائمة من عدم الإستقرار بسبب الصراعات، والمشهد يؤكد أن كثير من الحالات وكثير من الدول التي أصبحنا أيضاً مثلها في حالة من ضياع واضح للبوصلة بقصد وبغير قصد ليظهر الشكل الواقعي والواقع الحالي الذي نعيشه من شقلبة و قرود.

كاتم الصوت: ما رح يهتموا لصرخاتك أم إبراهيم، تعاطف مرحلي منه ما هو مزيف.

كلام في سرك: لو كنت المسؤول اصدرت أوامر إلى كافة الأجهزة العسكرية والأمنية بحماية الحدود المؤقتة ومنع الإسرائيليين من استباحة مناطقنا مهما كانت النتائج.

رسالة: السير على خطى دولنا العربية من الشجب والتنديد وكأن شيئاً لم يكن من القضايا التي يجب الإبتعاد عنها هناك عمل أفضل إذا أردتم .(أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24