البوابة 24

البوابة 24

مطار رامون المعايطة

بقلم: ميسون كحيل

شن الوزير الأردني السابق سميح المعايطة، هجوماً وانتقاداً واسعاً ضد السلطة الوطنية الفلسطينية على إثر عدم اتخاذ الأخيرة قرارات رادعة ضد كل من يستخدم من الشعب الفلسطيني مطار رامون للسفر، واعتبر أن المملكة الأردنية  المتضرر الوحيد من ذلك، وأن القرار هو قرار سياسي يضر بالمملكة سياسياً واقتصادياً و بقبول وموافقة من السلطة!

ولا أجد هنا من دواعي للدفاع عن السلطة التي عبرت أكثر من مرة عن رفضها استخدام المواطنين الفلسطينيين لهذا المطار الذي يقع تحت مسؤولية الإحتلال بشكل كامل أو أن أعبر عن رفض أو تأييد لمن يستخدم المطار من عامة الشعب، ولكن من الضروري أن أضع أمام القارىء بعض النقاط الهامة التي يجب أن يضعها الوزير الأردني السابق في جدول انتقاداته، وأن تضعها السلطة على قائمة البحث عن راحة المواطن وعدم استنزافه مالياً و جسدياً.

أولاً ليس صحيحاً ما ذكره الوزير السابق من أن السلطة التي منعت اطلاق رصاصة واحدة تجاه الإحتلال؛ فهي قادرة على منع السفر من مطار رامون! لماذا؟ ذلك أن السلطة فعلياً ليس بمقدورها ايقاف أي مقاومة ضد الإحتلال لو كان هناك وجود فعلي للمقاومة! لا بل فإن السلطة غير قادرة على منع دخول جيب إسرائيلي واحد إلى مناطق السلطة بفضل غياب الدعم العربي، ومعاقبته للسلطة بكافة الطرق! لا بل و اللهث العربي وراء التطبيع واقامة العلاقات مع الإحتلال على حساب الحقوق العربية والفلسطينية.

ثانيا أتمنى أن يعمل ويقوم الوزير السابق بالتخلي عن البريستيج، و موقعه السابق؛ بأن يتخفى على شكل مواطن عادي؛ ليقوم بإستخدام الجسر والحدود التي تربط الأردن واسرائيل والسلطة مع بعضها البعض، ليقف على حقيقة المعاناة التي يتعرض لها المواطن العادي في عملية سفره عبر الجسر !! معاناة مالية استنزافية ومعاناة جسدية ومعاناة كرامة!

ثالثا إذا أردنا منع المواطن من البحث عن راحته في استخدام مطار رامون فعلى السلطات الرسمية الأردنية والفلسطينية أن تسبق ذلك في اصدار قرارات بمنع كل مسؤول من استخدام مطار بن غوريون، واعتباره مواطن عادي كالبقية عند سفره عبر الجسر.

و ملخص الحديث أن المواطن الفلسطيني الذي يريد السفر عبر الجسر يقوم بإلغاء يوم كامل من حياته؛ مصحوباً بميزانية خاصة مع إزالة المرارة من جسده على إثر ما يعانيه من معاملة، و تتفيذ لبعض القرارات في عملية السفر التي من المفروض أن تكون سهلة وميسرة ولا تستنزف المواطن مالياً وصحياً وأخلاقياً. فعندما تريد أي سلطات رسمية بمنع المواطن البحث عن راحته علي هذه السلطات أن توفر هذه الراحة؛ فالسفر من القدس إلى عمان لا يحتاج لعدد كبير من القرارات، و عدد أكبر من الساعات! ولماذا يضطر المواطن الفلسطيني الذي يقرر السفر إلى قبرص مثلاً أن تكلف رحلته عبر الجسر أضعاف أضعاف تكاليف رحلته من مطار رامون، إضافة إلى حجم المعاناة التي يتعرض لها! وعليه فإن المطلوب، و قبل أن يتم الإنتقاد والتحريض وكيل الإتهامات أن يتم التشاور على تحديد آلية تخفف على المواطن عملية سفره عبر الجسر ،وتوفير سبل الراحة للمواطن في عملية سفره بإلغاء عدداً من القيود التي وبسببها يبحث المواطن عن سبل أخرى توقف عملية استنزافه حتى لو كانت عبر مطار رامون المعايطة. 

كاتم الصوت: كفى، وكفوا عن  استخدام الإحتلال كشماعة في كل القضايا، والكيل بمكيالين في استخدام الوطنية.

كلام في سرك: تكاليف رحلة مواطن من الضفة إلى عمان مع كل ما يرافقها من معاناة أكثر من تكاليف تذكرة السفر من رامون إلى قبرص مصحوبة بوسائل الراحة!

رسالة: مجموعة من الطلبة غادروا الضفة في الخامسة صباحاً للسفر إلى دولة أوروبية للدراسة عبر الجسر، وطائرتهم في السابعة مساءً من خلال مطار الملكة علياء، غادرت الطائرة دون أن يتمكن الطلبة من الوصول في الموعد المحدد بسبب الاجراءات!! (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24