البوابة 24

البوابة 24

بين نارين..

بقلم: ميسون كحيل

مرة تلو الأخرى تثبت هذه المدينة الصغيرة، انحيازها المتواصل لفلسطينيتها، وتأبى الا أن يخرج أهلها صغاراً وكباراً ليقولوا نحن جزء أصيل من فلسطين، هي غزة التي يتكالب عليها القريب والبعيد لتركيع وتجويع أهلها، لكن هيهات أن ينال من عزيمة غزة وشعبها.

لقد خرج أهل غزة للمشاركة في ذكرى استشهاد الرئيس الخالد ياسر عرفات، بالرغم من كل حملات التشكيك والتشويش التي رافقت الاستعدادات للمهرجان، نزلوا للشوارع ليرددوا وليقولوا بصوت عالي وصية أبو عمار ع القدس رايحين شهداء بالملايين، نحن على العهد نحن باقون، وأن حلم الفلسطيني لن يكتمل إلا بالقدس.

ولا بد هنا من تذكير أصحاب الادعاءات الزائفة والاتهامات الباطلة، بأن مشاركة الغزيين في كل حشد يعد له أبو ماهر حلس، يكون الراتب هو السبب وأن الوعود هي من تغري الناس للنزول للشارع، اليوم خرج الناس وملأوا الشوارع وعطلوا حركة السير، بالرغم من كل الهموم التي يحملها المواطن الغزي على كتفيه، من حصار وفقر وبطالة وانعدام الأمل بمستقبل أفضل، وسيوف مسلطة على رقبته من الجميع.

ولا يمكن غض الطرف عمن تحدث حول عدد الحشد وتوجيه اللوم لمن عمل ويعمل على الأرض في غزة، وكان الأجدر بهم الحديث بصراحة وهم الأعلم بما يعانيه أهل غزة من اجحاف وظلم، بدلاً من الانتقاد ومحاولة تقليل جهد من عمل ليلا نهارا، كي يسمع العالم بأن غزة جزء صغير من فلسطين.

أهل غزة يقدمون ويتقدمون دون شروط واشتراطات، فهم كانوا وسيبقون الأقدر على حفظ تركة ووصية القادة العظام، الذين وهبوا حياتهم على مذبح الحرية في سبيل وطن يكون فيه الفلسطيني سيد نفسه، هي غزة التي هتفت للرئيس الشهيد الخالد في وجدان الصغير قبل الكبير، وفاءً وحباً.

خرجت غزة، في ذكرى اغتيال ختيار فلسطين ومفجر ثورتها المعاصرة، في زمن أصبحت القضية في سوق النخاسة، وقالت كلمتها لن نساوم ولن نتخلى ولن نتنازل، فأنا الجزء من الكل، و الابنة الوفية لفلسطين والقضية وبين نارين.

كاتم الصوت: معادلة الحياة والصدق في النوعية وليست في الكمية.

كلام في سرك: لو عادت الديمقراطية وامتدت الحرية لما بقى في غزة بقعة فارغة من شعب يريد الحياة.

رسالة: نعم هناك خلل وهناك أخطاء والحاجة تتطلب إعادة النظر من أجل معالجة الأخطاء لأن فتح أكبر من الجميع. (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24