البوابة 24

البوابة 24

الاحتلال سيفوز

بقلم: ميسون كحيل

لا يكاد الفلسطيني يخرج من فاجعة حتى تحل عليه أخرى، وكأن القدر كتب عليه أن يظل على أهبة الاستعداد طوال الوقت تحسباً من أي مصيبة قد تحدث، ومأساة حريق جباليا لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ما دمنا نتعامل مع كافة الملمات والمصائب بنفس الآلية ولا نحاول العمل على تفاديها مستقبلاً.

فاجعة حريق تل الزعتر في مخيم جباليا، قصمت ظهورنا جميعاً، فالذي حصل أكبر من أن يتصوره عقل بشري، احتراق عائلة بأكملها لم ينج منهم أحد في غرفة مغلقة، فتحت الأبواب على كثير من الأسئلة حول أسباب وقوع الكارثة التي أنهت حياة 21 شخصاً.

حجم الكارثة دفع نهر هادر وكبير من الأسئلة في البيوت والشوارع وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، بعد سماع شهادات جيران عائلة أبوريا، ما تسبب بظهور عدة روايات انتشرت كالنار في الهشيم بين المواطنين في العالم الافتراضي وعلى أرض الواقع.

إن البيانات والتصريحات التي صدرت عن الجهات المسؤولة في غزة والتي حاولت قدر الامكان طمأنة المواطنين لكن لم تنجح بالقدر الكافي الأمر الذى أدى الى صدور قرار في منتصف الليل بمنع نشر وتداول أي معلومات حول حريق جباليا ما لم تصدر عن الجهات الرسمية.

وفي سابقة أصدرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين تطالب فيه الصحفيين بتوخي الدقة في النشر وعدم الانجرار خلف محاولات اشعال الفتن والشائعات المغرضة.

 هنا يبرز تحديدا قوة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء، في التأثير على مجريات أي قضية كانت سواء بالايجاب أو السلب، ويجدر التذكير بأن المواطن قد يقع ضحية لتغييب المعلومات الصحيحة كما حدث في قضايا كثيرة سابقاً.

وأقرب مثال على ذلك، هو ما يحصل في الوقت الحالي، بشأن تسريب الشهادات المتعلقة باغتيال الشهيد الرئيس ياسر عرفات، على مواقع التواصل الاجتماعي، واستخدام بعض وسائل الاعلام لها وتضخيمها وترويجها بين المواطنين، على الرغم من نفي رئيس لجنة التحقيق اللواء توفيق الطيراوي صحة هذه الشهادات، والتي حذر من أنها قد تحدث ما لا يحمد عقباه في الساحة الفلسطينية، الا أن هناك من يصر على نشرها وكأنها وقائع.

ان الاستخدام الحزبي ضيق الأفق، لبعض القضايا التي تهم الشعب الفلسطيني، وبث المعلومات الخاطئة في سبيل تشويه صورة الحزب المنافس، لهو أكبر عبث في الساحة الفلسطينية، وتدمير للذات الفلسطينية، فمهما اختلفنا في آرائنا وتوجهاتنا السياسية لا بد من أن تحكمنا القيم الوطنية العليا، وإلا فإن الاحتلال سيفوز.

كاتم الصوت: لا نحب سماعها.. أكلنا يوم أكل الثور الأبيض.

كلام في سرك: المواطن الفلسطيني أغلى ما نملك مهما كان لونه وحزبه، هذا ما تربينا عليه.

رسالة: الوطن مقسم خافوا الله (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24