البوابة 24

البوابة 24

الكتكوت الصغير!

بقلم: ميسون كحيل

من يشاهد أي برامج تتعلق بعالم الحيوان سيدرك أن ما يشاهده ما هو إلا إنعكاس لصورة لا تختلف بالمضمون وتبين حقيقة حياة البشر على الأرض! القوي يلتهم الضعيف، والكبير يأكل الصغير، والغني يفرم الفقير أما الغبي فيستمر في كل إتجاه!

ومن الطبيعي أن لا مكان للضعفاء بالمطلق ولا للصغار بشكل نهائي، ولا للفقراء إلا في حضرة الله في الدعوات والتهليل وبصيص أمل؛ وهذا إذا كانوا من المؤمنين؟! لأن الإيمان أصبح مختلف في زماننا، وقد تعددت أنواع وأشكال الإيمان الذي لم يكن المقصود منه إلا إيمان واحد وهو الإيمان بالله.

وبدون فلسفة فمفهوم الإيمان واحد، لكن في زماننا تعددت ألوان الإيمان؛ من إيمان بالمال والجاه والحزب والإيمان بعظمة الولايات المتحدة الأمريكية، والإيمان بمكانة وحق إسرائيل في التاريخ والتأسيس والتكوين! والإيمان بالمصالح والفوائد التي أصبحت ميزان المواقف! فهكذا هي الحياة الآن، والغلبة فيها لمن يمتلك السيطرة على الآخرين! تماماً مثل عالم الحيوان!

لا أقصد أننا جميعاً تحولنا إلى حيوانات لكن هناك من تحول و منذ زمن! أعتقد أن هناك من بحاجة إلى قطعة النخالة التي يمكن أن تنفض كل الرواسب الضارة والمعلقة في الأجساد، والعقول والنفوس لكي يتبقى وعلى الأقل ما تبقى من الإنسانية التي فقدت كل مكوناتها و شواهدها، وأصبح المكان كمحمية طبيعية حيوانية يأكل ساكنيها أموال الموتى، ويحرم فيها الفقراء من الكرامة، ويختبئ الصغار من كفر الكبار بحجة أو أخرى، حتى في السياسة التي تحولت إلى تياسة، وهي الدرجة العليا من المهنة السياسية التي تمنح الحق لقوم من التيوس لجر البلد أو المنطقة أو الإقليم أو العالم لساحة الظلم التي لا يمكن تجنبها.

 ورغم كل ذلك فقد يرى الإنسان الواعي أن ما يحدث الآن في عالمنا الحالي هو فعلاً ما يحدث في الغابة وأن القاطنين فيها لا يختلفون عن من هم خارجها، والفرق الوحيد يكمن في النوعية والمكان، فهناك من يضع نفسه في قفص لا حيلة له إلا الكصيص مثل الكتوت الصغير. 

كاتم الصوت: ملك الغابة هرب من ثلاثة ضباع بعد أن اتحدوا معاً ضد الأسد! 

كلام في سرك: وكأن الأهم في المسيرة الآن في كل ما يملأ جيبي ! سقوط عدد كبير من الشهداء لا يمثل رادع للبعض فالأهداف مختلفة!

رسالة؛ مثلث رح يجر البلاد إلى ما لا يحمد عقباه إذا تم ترك الساحة دون مواجهتهم حتى لو كان منهم من هو جزءاً منا! (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24