"جنون العظمة"، قد يعتقد الكثير من الأشخاص أنها عبارة تطلق على سبيل الهزار، وتطلق في بعض المواقف التي يظهر أصحابها في صورة المتكبر والمتعالي بسبب شهرته ونفوذه، إلا أن في حقيقة الأمر هو مرض نفسى له أسباب مختلفة، وسنتعرف خلال هذا المقال على مرض جنون العظمة وأسبابه وأعراض والفرق بينه وبين النرجسية.
ما هو جنون العظمة
يُعرَف مرض "جنون العظمة" على أنَّه اضطراب في الشخصيّة يطلق عليه اسم "البارانويا"، ويعني أن سلوك المصاب يكون مختلف عن الآخرين، ويُعاني مريض جنون العظمة من الفهم الخاطئ لدوافع الآخرين تجاهه، حيث أن هذا المرض أكثر شيوعاً عند الرجال منه عند النساء، والخطوات الأولى للعلاج تبدأ بإقناع المريض بمرضه من خلال بناء الثقة في أخصائي الصحة العقلية.
اقرأ أيضًا:
أعراض جنون العظمة
ويدور "جنون العظمة" حول اعتقاد المريض بأن الآخرين يحاولون إيذائه، سواء تعرض للاحتقار أو الأذى، ويعاني المصاب عادة إلقاء اللوم على الآخرين وانعدام الثقة، مما يؤثر على قدرته على بناء علاقات وثيقة، وهناك العديد من الأعراض الأخرى المرتبطة بجنون العظمة، بما في ذلك ما يلي:
- تشكيك المصاب بـ "جنون العظمة" في ولاء، وثقة الآخرين به، والشعور المستمر بالخداع من قِبَل الآخرين.
- يعاني المريض من صعوبة في الثقة بالآخرين، أو اطلاعهم على معلومات شخصية عن نفسه؛ خوفاً من إلحاق الضَّرَر به.
- اختفاء الشعور بإخلاص شريك الحياة له دون وجود سبب واضح.
- اتِّخاذ ردود فعل باردة، وإبقاء مسافة في العلاقات المختلفة، وقد يصبح المريض مُتحكِّماً، وغيوراً.
- عدم قدرة المريض على مسامحة الآخرين.
- شعور المصاب بـ "جنون العظمة" أنَّه دائماً على حق.
- ترجمة أفعال الآخرين العفويّة إلى العديد من المعاني مختلفة.
- الشعور بمهاجمة الآخرين له، واتِّخاذ ردِّ فعلٍ بالغضب، والانفعال.
- الحساسيّة المفرطة، وعدم المقدرة على تقبُّل النقد.
- عناد الشخص المصاب، وعدائيّته.
اقرأ أيضًا:
أسباب مرض جنون العظمة
يوجد العديد من الأسباب وراء الإصابة باضطراب "جنون العظمة"، وهي:
- الأسباب النفسية
- الأسباب الوراثية
- الأسباب الجسدية
- الأسباب العضوية
1- أسباب نفسية
قد يعاني المريض من القلق والاكتئاب مما يجعله عصبيا ومندفعا تجاه الآخرين ودائما ما يخطئ في تفسير نوايا الآخرين.
وقد تنتج الإصابة عن صدمة المريض والتي قد تؤثر على قيمه الأخلاقية، مما يشعره بخيبة الأمل والفشل والاكتئاب، ويقع في صراع نفسي بين رغباته والخوف من عدم القدرة على تحقيقها، مما يؤدي إلى التعلم الخاطئ مما يؤدي إلى بعض السلوكيات الخاطئة المتبعة.
2- أسباب وراثية
يحدث المرض عادة في بيئة معزولة، مما يجعل المريض عرضة للإصابة به، وقد تكون العوامل الوراثية مسؤولة عن المرض، ومنها:
- اضطراب الجو الأسري
- سيادة التسلط
- نقص الترابط المجتمعي بين أفراد الأسرة
- التوتر الزائد، مما يدفع المريض للشعور بالإحباط والفشل والنقص.
3- أسباب جسدية
يرتبط مرض جنون العظمة بتعرض الشخص لأمراض جسدية معينة منها: مرض الزهايمر، السكتة الدماغية، مرض باركنسون، مرض هنتنغتون.
ويرتبط جنون العظمة بتعرض الشخص لبعض الأمراض الطبية، بما في ذلك مايلي:
- مرض الزهايمر
- السكتة الدماغية
- مرض باركنسون
- مرض هنتنغتون
4- أسباب عضوية مثل العقاقير والكحوليات
قد ينتج عن تعاطي المخدرات والعقاقير مثل: الحشيش، الكحول، الكوكاكيين أقراص الهلوسة، الأمفيتامين، الـ LSD، الإصابة بالمرض وتحفيز الجسم للإصابة بـ "جنون العظمة"، كما يمكن أن ينشأ المرض نظرا لتعرض المصاب لإعاقة بدنية مثل:
المخدرات والمخدرات مثل: الحشيش والكحول والكوكايين وحبوب الهلوسة والأمفيتامين وعقار إل إس دي يمكن أن تسبب المرض وتحفز الجسم على الإصابة بالبارانويا، علاوة على أن المرض يمكن أن ينتح بسبب تعرض الشخص المصاب لإعاقات جسدية مثل:
- الصمم
- العمى
- شلل الأطفال فيصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالمرض.
ما الفرق بين جنون العظمة والنرجسية؟
جنون العظمة والنرجسية اضطرابات نفسية مرتبطة ببعضها ولكنهما مختلفان:
النرجسية
هي مصطلح واسع يشمل أنواعًا فرعية ودرجات مختلفة، بدءًا من الثقة الصحية بالنفس وحتى اضطراب الشخصية النرجسية المرضية.
والنرجسية هي سمة شخصية أو اضطراب يتميز بالتركيز المفرط على الذات والنرجسية والحاجة إلى الاهتمام المستمر والإعجاب من الآخرين.
جنون العظمة
هو نوع خاص من النرجسية يمكن اعتباره شكلاً أكثر تطرفًا من النرجسية، وعادةً ما يرتبط "جنون العظمة" برغبة قوية في السيطرة على الآخرين والهيمنة عليهم.
يشمل "جنون العظمة" تحديدًا على أوهامًا عن القوة أو الأهمية أو الثراء أو التفوق.
بشكل عام، ينطوي كل من "جنون العظمة" والنرجسية على صورة ذاتية متضخمة وقلة في التعاطف، فإن "جنون العظمة" تتميز بشكل خاص بالأوهام، بينما تنطوي النرجسية على نطاق أوسع من السمات والسلوكيات الأنانية.
ولذلك يمكن اعتبار "جنون العظمة" شكلاً متطرفًا أو مرضيًا للنرجسية، ويمكن أن يكون لكلا الحالتين تأثير كبير على علاقات الشخص وأدائه العام.