منابر لا مقابر
بقلم: الصحفي نبيل عبد الرازق
ما ان تضع الحرب اوزارها ،حتي تعود حليمة لعادتها القديمة كما يقول المثل الشعبي.. تنتهي وحدة الحال وتبدأ الاصوات النشاز بالشتم والقذف والصراخ ،، تارة عبر وسائل الاعلام من خلال القنوات الفضائية. أو مواقع التواصل الاجتماعي وهي كثر.. أو من فوق المنابر !!!
وهذا أسوأ ما في الامر.. فبدل أن يتم الدعوة للتسامح والوحدة والمحبة.. نجد من يستغل هذا المكان الذي يحمل مدلولات ذات قيمة عقائدية إيمانية لدي الناس ويبدأ بتوجيه الاتهام والتشكيك والتخوين لخصومه السياسين!! كان الاجدر بهذا الخطيب أو ذاك أن يكون صوتا للبناء لا معولا للهدم،، أن يكون جسرا للوفاق لا بوقا للفتنة،، أن لا يندفع باتجاه التعصب والحزبية،، ويحفظ للمكان قدسيته…
إن الدعاه يجب أن يكونوا القدوه في التحلي بالحكمة والموعظة الحسنة… فالخطيب او الواعظ يحمل رسالة أخلاقية..،، لا يجب أن يتخلي عنها تحت أي ظرف كان ،،،يجب أن ينأى بنفسه عن التجاذبات السياسية، وكفي بكم إستحضاراً للماضي وتغيباً للحاضر ،استخفافا بالعقول وانفصالا عن الواقع…
إن المساجد هي بيوت الله للعبادة والمنابر صوتها للدعوة للإخاء والعدل والتعاون علي الخير والتقوي والبر والاحسان..والبعد عن الاثم والعدوان ليس لها ان تحيد عن هذا الطريق الذي وجدت من اجله.. فلتبقي المنابر تصدح بالدعوة للود والتراحم وتتبني هموم الناس من خلال تسليط الضوء علي مشاكلهم والتصدي لكل للظواهر السلبية التي لو تركت دون مواجه ستصبح خطراً علي الجميع ،، تدعوا وتحض علي مساعدة الفقراء والمحتاجين وتنبذ الفرقة والتعصب..
وليكن الدكتور رمزي شقفة ،،الخطيب الطيب ،،نموذجا يحتذي ، انسان ذو خلق رفيع محب للجميع ، ذو محتوي جميل.. يترفع عن الصغائر ولا يقوم بالتجريح هذا من اهل اليمين وذاك من اهل الشمال.. فالرسالة تاجها الاخلاق ،، عنوانها الرحمة ..دعوتها ترغيب وتكريم ،،لا ترهيب ووعيد ..