قُبلةُ زهر اللوز

فاطمة نزال
فاطمة نزال

بقلم: فاطمة نزال
قُبلةُ زهر اللوز
وأحنُ لذاكَ الوعد ِ
على شفا قبلةٍ
انتظرتكَ
تسكبها على خدِ الورد ِ
خجلةً كانت 
زمتْ أوراقها
واتحدتْ كما بدايةُ التكوين ِ
وتكورتْ
لؤلؤةٌ نديةٌ
تدحرجت
على وجناتٍ متوردة
ما أجملَ الخجلَ 
يزينه ُالخالُ كحجرٍ أسودٍ
تطوف عليه  تقدسُ اسمهُ
أنفاسكَ 
فتذيبُ صقيعَ الصبحِ المتجلدِ
 على تلك الشفاهِ المنتظرةِ 
للفجرِ ميلادٌ 
للعمرِ ابتداءٌ
كما أول ُأيامِ 
العامِ
كنتَ انبعاثا
وكنت الحياةَ 
بهيئةِ رشفةٍ
من فنجاني 
سحرُ قهوتي السوداءَ
وقطعةٌ من الشوكولا
تذوبُ
بحرارةِ الشوقِ
الذي نامَ ساهدَ
الجفنِ
كحله سوادُ الليلِ
وبعد ًٌ
ووجدٌ
وصوتُ نايٍ
وقصيدةُ زهُر اللوزِ
تناجي صوتَ درويش
تشجي الفؤاد
وتعلنُ الميلاد
بين رجفةِ جسدٍ
وراحتيكَ 
تطوقُ العناقَ 
وتموت الأصداءُ
على قارعةِ المسافةِ
تقطعُ الصمتَ
أنفاسٌ تخترقُ سماعةً خرساءَ
تكادُ تنطقُ
سرّ الهوى
ولوعةٌ تختنقُ 
تغصُ بالحلقِ...
عودي كما كنتِ
هاجعة
لا تستيقظي
لا توقدي
الحرائقَ في جسدٍ 
العشقِ
فتدعيه رماد
لا تذروه رياحٌ ولا تُبعث
من تحتهِ نارا
خمدت
لا توقدها ومضة برقٍ
بين رعود غيمتينِ،
سوادهما ينذر
بالمطرْ
إنهمر
لا تنتظر
فالأرضُ عطشى
وسرابُ الروح
لم يعد سراب
تحققت النبوءة ُ
وظهر رسولها
على براقٍ 
يحمل سهاما مسددةً
وعلى سويداءِ القلبِ
صوب تسديدتهُ 
القاتلهَ
فأردته صريعَ الحياة
في حضن الحبيبِ
ولدتُ فجرا
تلألأتْ 
بلورةٌ تجتاحني شفافيةَ
نسمةَ صبح
على شفا 
تلك القبلةِ
تفتحتُ ليلكةً
توشحتُ بالأبيضِ الزهري
وغفوتْ .
توسدتُ جفنيك
وبحرٌ يتوق لمدٍ وجزرٍ
في مقلتيك
دثرني
بأهدابِ عينيك 
ولا تخشَ  ثورة َالدمعِ
لو انهمرت 
فأنا أحتاجُ
أن أتعمدَ بطهرها
حانت طقوسُ الإنعتاقِ
فتعال 
ندركَ بعضا  من عصارةِ
الحب نبيذاً
يثملُ رحيق الزهر
ويشجي حروف القصيدة!!

 

البوابة 24