البوابة 24

البوابة 24

يا باشا!!

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم: ميسون كحيل

لا اريد البحث في أصل اللقب، ولا في المصادر الأصلية له ولا يعنيني إذا جاء هذا اللقب عن قرب الشخص لحذاء الحاكم أو لسبب آخر! ولكن ما يعنيني هو البحث عن الأسباب التي توفرت لكي يتم استخدام هذا اللقب لشعب لا يزال يعيش تحت الاحتلال! ففي أكثر من مكان في هذا الوطن الجريح يطلق لقب باشا على بعض المسؤولين والقيادات أثناء الحديث معهم من قبل بعض المتحدثين إليهم أو الحديث عنهم مع آخرين في وصف هذا المسؤول أو ذاك القيادي وتعريفه بالباشا!؟ وقد التمس العذر لجهل المتحدث الراغب بالتملق والاقتراب من هذا المسؤول عند استخدامه اللقب! ويبقى الأمر الغريب غير المفهوم في تقبل هذا المسؤول في تعريفه بلقب الباشا!؟ والذي يدل من وجهة نظر الدائرة المحيطة على تعظيم المسؤول ومنحه الفخامة !؟ 

وقد حدثني أحد المناضلين القدماء أنه في فترة ما من فترات النضال الفلسطيني انتشرت مخاطبات لم تكن محببة في الثورة، وقد استخدمها قلة أثناء حديثهم الموجه لبعض المسؤولين بكلمة (عمي) أو العم !! حتى جاء الحسم في تعميم داخلي يمنع استخدام لقب العمومة. لكن الآن لا نجد من يلتفت لتلك الألقاب الدخيلة على مجتمعنا الفلسطيني والتي لا ترتقي لمستوى تضحياته ونضالاته! وعليه فإن المطلوب من العقلاء سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي الدعوة إلى نزول بعض المسؤولين عن كرسي العظمة، وابتعاد المقربين منهم من فرض واستخدام هذه الألقاب؛ وخاصة لقب الباشا في التعامل بينهم وبين الآخرين، وبينهم وبين المسؤول العاشق لهذا اللقب وعدم القبول بأي ألقاب في مجتمعنا، وخاصة البعيدة عن حياتنا النضالية والوطنية وطبيعة مجتمعنا الفلسطيني المهدد بالخروج عن مساره بسبب تلك الألقاب التي توجه لعدد من المسؤولين من المقربين منهم؛ إذ من غير المعقول أن يقع المواطن في ركن من أركان الوطن محتاراً وتائهاً بين احتلال وبين الألقاب خاصة يا شيخ ويا باشا!

كاتم الصوت: في الساحة أكثر من باشا! وكل باشا مبسوط على حاله مع الأغبياء والجهلة!

كلام في سرك: أول ما تدخل على المسؤول، احكيلو صباح الخير يا باشا....لا تنسى!

البوابة 24