البوابة 24

البوابة 24

حديث المساء

جلال نشوان
جلال نشوان

بقلم: جلال نشوان
اختلفت الآراء وتنازعت الأهواء حول الكثير من العادات التى أثقلت كاهلنا ،واربكت  حياتنا ،وجعلتنا فى حيرة من امرنا 
وكثير منا حلق عاليا بسبب تضخم الأنا والمباهاة  والاعتزاز  بالذات الذى ذهب الى منحنى كبير فاق كل تصور 
العالم  يتغير وتعقيدات الحياة تزداد يوما بعد يوم، وهنا نتساءل وبقوة :هل العادات والتقاليد ، غدت مقدسة وأصبح الانعتاق منها مستحيلا؟!!!!
لقد ارهقت العادات والتقاليد كافة الاسر ،وأصبح الناس لا يستطيعون تحمل تكاليفها  الباهظة
 ،فمثلا  الأفراح والأتراح الباهظة التكاليف تحتاج منا إلى إعادة صياغة الامور ووضعها  فى إطارها  الصحيح والتخلص من  بعض العادات و منها وعلى سبيل المثال لا الحصر ....عادة ( مآدب الطعام) التى تقام  فى اليوم الثالث او الذى يليه (لرحيل المتوفى)،تلك العادات التى تصل تكاليفها  إلى حد الاستدانة  ،لاطعام   الناس الميسورين   ونسيان الفقراء  والمحتاجين !!!!! 
اى منطق هذا؟ 
والشيء بالشيء يذكر  إقامة الأفراح التى تصل تكاليفها  إلى حدود لا يمكن تصورها، أما آن الأوان مغادرة تلك الطقوس والعادات التى ارهقت الأسر وجعلتها تلجأ مضطرة إلى الاستدانة ؟!!!
الأوضاع الاقتصادية تزداد سوءا يوما  بعد  يوم وأحوال الناس أصبحت فى غاية الصعوبة والحياة وصلت تعقيداتها إلى حد من الصعوبة  بمكان تحملها 
الحاجة ماسة وملحة لوقفة صدق مع الذات للتغيير ،وسيبدأ  التغيير من الحكماء والعقلاء وأصحاب الرأى وذلك بالتصدي لتغول الأثرياء والمقتدرين  الذين أخذوا الناس إلى عاداتهم  وتقاليدهم التى تطالعنا كل يوم بالجديد فيها 
ثقافة  جديدة يقودها   المقتدرون والميسورون وعلى الجميع مسايرتهم حتى لو كانت خاطئة   
نتمنى تغيير العادات والتقاليد التى لا تنسجم ولا تتناغم مع ثقافتنا الفلسطينية الأصيلة، و هنا يقودنا السؤال الملح  لماذا نتمسك بعادات تثقل كاهلنا ؟و لماذا لا  نتمسك بعادات أصيلة جميلة تضيف إلى تراثنا الأصيل وعبق إبداعه  وتعكس انتماءنا  للفلكلور الفلسطينى الضارب  اعماقه فى عمق التاريخ    كالدبكة الشعبية التى تربح النفوس وتبهجها  وتبتعد بنا عن الكثير من الإسراف والتبذير 
ان موروثنا الجميل(من العادات والتقاليد ) فيه رمزية الإبداع واصالة  الماضى وجمال الحاضر  (وجهة نظر تخضع للصواب أو الخطا).

 

البوابة 24