أَيُّها الأَصْدِقاءْ

تركي عامر
تركي عامر

بقلم:‏تركي عامر‏.

أَيُّها الأَصْدِقاءْ
سَأَكُونُ وَجِيزًا وَجِيعْ
لَنْ أُطِيلَ البُكاءْ
مِثْلَ ذاكَ الصَّرِيعْ
فَلِدَائِيَ ما مِنْ دَواءْ
لَسْتُ قَيْسًا وَلَسْتُ عُمَرْ
قامَ يَبْكِي عَلَى طَلَلٍ
كانَ بَيْتًا لِوَجْهِ القَمَرْ
سَأَشُدُّ الوَتَرْ
ضِقْتُ ذَرْعًا بِهٰذا الحُداءْ
وَبِدَرْبِيَ ضاقَ الحِذاءْ
كُنْتُ يَوْمًا أَبِيعْ
بَعْضَ مِلْحٍ لِقاءْ
سُكَّرٍ لِأُحَلِّيَ طَعْمَ الخَبَرْ
كَيْ يَطِيبَ الغِناءْ
فِي لَيالِي السَّمَرْ
مِثْلَما يَفْعَلُ الشُّعَراءْ
ثُمَّ جاءَ الرَّبِيعْ
كَقِطارٍ سَرِيعْ
وَانْتَظَرْتُ نُزُولَ المَطَرْ
غَيْرَ أنَّ الهَواءْ
سامَنِي لا بِنارٍ بِماءْ
وَاشْتَرانِي بِصَوْتِ مُذِيعْ
راحَ يَبْكِي كَطِفْلٍ رَضِيعْ:
لَيْتَ قَلْبِي حَجَرْ
يا لَهٰذا الغَباءْ
هٰذِهِ الأَرْضُ أُمُّ الجَمِيعْ
غَيْرَ أنَّ البَشَرْ
دَمَّرُوها قِتالًا 
عَلَى جارِياتِ السَّماءْ

تركي عامر، ٢٩ آب ٢٠٢١

البوابة 24