بقلم: جبرا حنونة
أمشي على الرصيفْ
على هوامشِ الزمانِ والمكانْ
والليلُ يغمرُ الطريقَ بالصمتِ و بالظلام
والكونُ وحشٌ كاسرٌ منظرهُ مخيف
وليسَ غيرَ الصمتِ والفراغِ ... والتراجعِ العنيفْ
يقولُ: ما الجاهُ.. وما المالُ
وما النعيمُ والسلطان؟
وما الطريقُ المستقيمْ؟
فليذهبِ الكونُ إلى الجحيمْ
..... ..... .....
قد طمسَ الظلامُ هامةَ المدينةْ
فانتصبتْ باكيةً حزينةْ
والعالمُ الموحشُ قد بدا جنونه
وحدي أسيرُ في الطريقْ
على جسورِ الذّلِِّ والهوانْ
والمصابيحُ صفراء بلا بريقْ
والسماءُ تكتسي بسحبٍ من الغبارِ والدخانْ
والأرضُ تفقدُ الخطوَ... وتفقدُ الأمانْ
وكلُّ شىءٍ كانْ
قد ضاعَ في غياهبِ الزمانْ
وفجأةً يغمرني الآسى
في ليلةٍ باردةٍ يلفها تمردٌ عميقْ
والصمتُ يغمرُ المكانْ
تخونني الأيامْ.. أمضي بلا إسمٍ .. بلا عنوانْ
والأملُ القديمُ قد حطَّمهُ النسيان