استعدادات امريكيه وسط تهديدات إقليمية متزايدة
المحامي علي ابوحبله
مع إعلان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي تنصيب المحافظ إبراهيم رئيسي (60 عاماً)، يبدأ الرئيس الجديد عهداً يواجه فيه تحديات أزمة اقتصادية وتجاذباً مع الغرب، بشأن العقوبات الأمريكية والمباحثات النووية. وفي خطاب تلاه في مجمع الهيئات المرتبطة بمكتب المرشد في وسط طهران، حيث تقام مراسم التنصيب، شدّد رئيسي على أن تحسين الظروف الاقتصادية لبلاده لن يرتبط "بإرادة الأجانب". وقال: "نسعى بالطبع إلى رفع العقوبات الجائرة، لكننا لن نربط ظروف حياة الأمة بإرادة الأجانب". تدرك ايران أن الرئيس الأميركي، جوزيف بايدن، يكاد يكون بين المطرقة والسندان، مطرقة أفغانستان من الخارج، وسندان الفيروس المتحور " دلتا" من الداخل، وما بينهما لا تبدو مساحة الحركة التي يتمتع بها في مواجهة تطورات مشهد البرنامج النووي الإيراني واسعة، كما أن أي خيارات أخرى غير واردة، فالرجل الذي لم يكمل عامه الأول انطلق تجاهه سيل من الانتقادات جراء قرار الانسحاب من أفغانستان، إلى الدرجة التي جعلت ثعلب السياسة الأميركية ، هنري كيسنجر، يصف الأمر، في مقال رأي نشره عبر مجلة «إيكونوميست» البريطانية بأنه انتكاسة أميركية طوعية، وجدت فيها الولايات المتحدة نفسها تتحرك للانسحاب، من دون التشاور مع الحلفاء. من بين أفضل العقول التي استشرفت أبعاد الموقف الإيراني في المدى الزمني القريب أندريا سترايكر، الباحثة المتخصصة في الأسلحة النووية في معهد " الدفاع عن الديمقراطيات" ، التي اعتبرت أن الانسحاب من أفغانستان والعراق سيدفع طهران إلى إعادة النظر في خياراتها النووية، فقدان واشنطن عزمها على مواجهة خصومها في جنوب آسيا والشرق الأوسط ستعتبر طهران أنه ليس هناك وقت أفضل لامتلاك سلاح نووي. عدة ملامح ومعالم تدفع طهران في طريق الفوقية الإمبريالية، وتجعلها تغامر بالمضي قدماً في طريق إنتاج سلاحها النووي من غير خجل أو وجل. ، في المقدمة يأتي تدهور الأوضاع الأمنية في أفغانستان بشكل يخيف ، ففي وقت كتابة هذه السطور كان تفجيران قد جرت بهما المقادير في محيط مطار كابل، ما سيدفع بقية القوات الأميركية للانسحاب السريع بنهاية الشهر، ومن غير التفاتة إلى بقية المتعاونين الراغبين في ترك البلاد بأسرع وقت. والمؤكد أنه إذا كان الانسحاب الأمبركي من أفغانستان مرتبكاً، وخطيرة تبعاته، فإن الانسحاب الأميركي من العراق يكاد يكون ممنهجاً، وسط كافة التوقعات والاحتمالات يكثف الجيش الأميركي عمليات التعاون والتكامل مع الشركاء الإقليميين في الخليج العربي وسط تهديدات إيران المتصاعدة. وفي هذا السياق، أجرت القوات البحرية الأميركية بين 18 و22 تموز/يوليو "عمليات جوية" مشتركة متعددة الأطراف في الخليج العربي "دعما لمناورة برية بحرية بالذخيرة الحية"، شارك فيها كل من المملكة المتحدة والبحرين والسعودية والكويت والإمارات. وهذه المناورة هي المناورة الثانية من نوعها المتعددة الجنسيات في غضون شهرين، بحسب ما قالت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية في بيان يوم 23 تموز/يوليو. وهذا النوع من المناورات كان يسمى في الماضي بالإسناد الجوي البحري، وهو يسمح بالنشر السريع للقدرات ويشتمل على الحرب في البحر والاستطلاع المسلح والاعتراض الجوي والتنسيق في الضرب ومركبات الهجوم المضاد السريع/ومركبات الهجوم البري السريع دفاعا عن الأصول البحرية، بحسب ما ذكر البيان ، هذا وتبلغ مساحة منطقة عمليات الأسطول الخامس نحو 6.5 مليون كيلومتر مربع من المياه، بما في ذلك الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر وأجزاء من المحيط الهندي. وتضم هذه المنطقة 20 بلدا وتشتمل على ثلاثة مضائق شديدة الأهمية للتدفق الحر للتجارة العالمية. هذا وتأتي هذه المناورات الأخيرة فيما تستمر إيران في تهديد التجارة الدولية وحرية الملاحة في بحر العرب. ، واتهمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل إيران بتنفيذ هجوم بالطائرات المسيرة يوم 29 تموز/يوليو قبالة ساحل عمان على ناقلة النفط المرتبطة بإسرائيل ميرسر ستريت، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد طاقمها. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن "إيران قد تبنت نمطا من العدائية لجهة الهجمات التي تنفذها أذرعها في المنطقة، ومن ضمنها بالطبع هذه الهجمات البحرية أيضا".المنطقه مقبله على صراع مفتوح في ظل الاستعدادات الامريكيه وتكثيف مناوراتها وخاصة بعد استكمال انسحابها من أفغانستان ويبقى السؤال هل تعود ايران الى الجوله السابعه من مفاوضات فيينا للتوصل الى اتفاق بشان برنامجها النووي وفي حال تشدد رئيسي في فرض الشروط المسبقه هل تجنح المنطقه لصراع مفتوح وسط الاستعدادات العسكريه الامريكيه مع حلفائها في المنطقه