البوابة 24

البوابة 24

كل ما يهمك معرفته عن التحرش الجنسي بالنساء

كل ما يهمك معرفته عن التحرش الجنسي بالنساء
كل ما يهمك معرفته عن التحرش الجنسي بالنساء

من حق كل إنسان أن يعيش حياته بالطريقة التي تناسبه، وألا يواجه أية مضايقات أياً كان مصدرها أو شكلها، قد يبدو الأمر أنه من البديهيات التي قد لا تتطلب أن نتحدث عنها، لكن المفاجأة التي قد تدهش الجميع، أنه بين كل 3 نساء، تعرضت واحدة منهن للتحرش الجسدي أو اللفظي في حياتهن مرة واحدة على الأقل، وهي النسبة نفسها تقريباً في الوطن العربي حيث إن 37٪ من نساء الوطن العربي تعرضن للتحرش الجنسي مرة واحدة في حياتهن طبقا لتقرير الأمم المتحدة.

قد يكون الأشد خطراً من التحرش الجنسي، هو أن بين كل 10 نساء تعرضن للتحرش، لا تتكلم منهن سوى 4 فقط، أي أن ستاً منهن لم يصرحن عما حدث لهن، مما قد يجعل نسبة النساء اللواتي تعرضن للتحرش أكبر من تلك الأرقام التي تم رصدها. فما هو التحرش الجنسي؟ وما هي صوره؟ وكيف يمكننا تجنب حدوثه والتشافي بعد حدوثه؟

 التحرش الجنسي

كل ما يوحي بنشاط جنسي سواء عن طريق الكلام أو اللمس أو المكالمات أو الضغط للحصول على خدمة جنسية، هو شكل من أشكال التحرش الجنسي.

يشمل التحرش الجنسي المقدمات الجنسية غير المرغوب فيها، وطلبات الحصول على خدمات جنسية، وغير ذلك من المضايقات اللفظية أو الجسدية ذات الطبيعة الجنسية، ولا يجب أن يكون التحرش الجنسي دائمًا متعلقًا بالسلوك الجنسي تحديدًا أو موجهًا إلى شخص معين، وعلى سبيل المثال، التعليقات السلبية حول النساء كمجموعة قد تكون شكل من أشكال التحرش الجنسي.

للتحرش الجنسي صور متعددة قد يقوم بها البعض دون الشعور بأنه شكل من أشكاله، ومنها ما يلي:

  1. اغتصاب أو محاولة اغتصاب أو اعتداء جنسي.
  2. ضغوط غير مرغوب فيها من أجل خدمات جنسية.
  3. اللمس المتعمد أو الانحناء أو الانعطاف أو القرص بشكل غير مرغوب فيه.
  4. الإيماءات والرسائل الجنسية غير المرغوب بها والضغط من أجل مقابلات عاطفية.
  5. التعليقات والتلميحات الجنسية والأسئلة عن التخيلات الجنسية.
  6. التحديق نحو الشخص من أعلى لأسفل وتعابير الوجه التي قد توحي برغبة جنسية مثل لعق الشفاة.
  7. لمس ملابس الطرف الآخر أو لمس الشعر أو التمليس.
  8. كل ما يوحي بنشاط جنسي سواء عن طريق الكلام أو اللمس أو المكالمات أو الضغط للحصول على خدمة جنسية، هو شكل من أشكال التحرش الجنسي.

يعتقد كثير من المتحرشين، لوجودهم في سلطة ما، أن من حقهم أن يطلبوا ويحصلوا على ما يشاؤون.

 لماذا يحدث التحرش الجنسي؟

قد يجول بخاطرك الآن، لماذا من الأصل يحدث التحرش؟ ولماذا يحاول إنسان أن يطلب طلبا جنسيا أو يضغط على إنسان أو أن يتم مس جسده دون رغبة منه؟ هذا ما سعى علم النفس لمحاولة الوصول إلى فهم أسبابه والتي قد تكون:

  1. التنشئة الاجتماعية التي تعزز هيمنة الذكور على الإناث.
  2. الموافقة الثقافية على العنف ضد المرأة، حيث إن معتقدات كثير من الرجال تتوافق مع قبول العنف ضد المرأة.
  3. فرضية الضحية الضعيفة والتي تجعل الأطراف الأقل قوة أكثر تسامحاً.
  4. نظرية القوة الإجتماعية، حيث يعتقد المتحرشون، لوجودهم في سلطة ما، أن من حقهم أن يطلبوا ويحصلوا على ما يشاؤون.
  5. المتحرش يملك القوة ويقايض بها، وقد يحصل أن يهدد المتحرش الطرف الضعيف بفقدان العمل أو تقديم مكافأة في حالة قبول العروض الجنسي.

 التحرش الجنسي في أماكن العمل

في دراسة استقصائية قامت بها البي بي سي للتعرف على مدى تواجد التحرش الجنسي في العمل، وكانت المفاجأة أن أكثر من نصف النساء البريطانيات قد تعرضن له في العمل، وأن خمس الرجال كذلك.

في الواقع، تُظهر الأبحاث أن مناخ العمل المتسامح مع تلك الأفعال هو أقوى مؤشر على التحرش الجنسي، وهو ما يحدد مدى تساهل المناخ التنظيمي مدى خطورة الشكوى التي تظهر للضحية، ومدى احتمالية معاقبة المتحرش، ومدى جدية تلقي مكان العمل وزملائهم للشكاوى التي يتم عملها بسبب التحرش.

bbc42d166bf75fc36c54bbf370203263_1542474957-b.jpg
 

كيف يمكن تجنب التحرش الجنسي؟

  1. توضيح التحرش الجنسي وصوره للجميع حتى لا يحدث لبس عند أحدهم.
  2. وضع لوائح وقوانين خاصة بالتحرش الجنسي تعريفاً وعقوبات لمن يتم إثبات ضلوعه فيه.
  3. التعامل مع أي بلاغات عن التحرش بجدية وسرعة.
  4. تخويل شخص بعينه مسؤولية التحقيق والعمل على كل المشكلات التي تخص التحرش.
  5. عدم التساهل بأي شكل مع أولئك الذين تثبت ضدهم جرائم التحرش.

التعرض للتحرش الجنسي دون اتخاذ إجراءات مناسبة بمنعه أو بمعاقبة من يضلع به، فضلاً عن أنه يسلب حقوق الإنسان في التواجد في بيئة حرة، إلا أنه أيضاً يؤثر على العمل بشكل سلبي، بأن تنُحي الضحية نفسياً عن العمل سواء عقلياً أو بدنياً وهو ما يؤثر على أي عمل بشكل سلبي، وكلما زاد عدد مرات التعرض للتحرش وقوته، كلما كانت تلك الأعراض أشد قوة على الضحية.

 التحرش الجنسي وتأثيره على الصحة النفسية

من الثابت أن التحرش الجنسي يترك لدى الضحية الكثير من الأثر النفسي، والذي قد يمتد لفترات طويلة خاصة أن النسبة الأكبر من النساء اللائي يتعرضن للتحرش لا يبلغن ولا يفصحن حتى عما لاقينه، وهو ما يجعل المعاناة أكبر على من يتعرضن للتحرش، وها هي بعض من التأثيرات التي تتبعه:

  1. الاكتئاب والتوتر والقلق، كلما زاد عدد مرات التعرض للتحرش وقوته، كانت تلك الأعراض أشد قوة على الضحية.
  2. الشعور بالضعف وعدم القدرة على التأثير وقلة الحيلة.
  3. عدم الشعور بالأمان المجتمعي والإحساس بالحرج والخيانة.
  4. فقدان الثقة بالنفس والرغبة في الانعزال عن المجتمع.
  5. فقدان القدرة على التركيز في الحياة والعمل والاضطراب.
  6. اضطراب ما بعد الصدمة، وهي متلازمة طبية تحدث بعد التعرض لحوادث كبيرة وتتعدد أعراض متلازمة ما بعد الصدمة طبقاً للسبب والماهية.

 ما الذي يمكن أن تفعلينه لتقي نفسك من التحرش؟

حوادث التحرش تحدث بشكل كبير في كل المجتمعات تقريباً وبما أن الحدث متكرر، فمن الممكن أن تقلل الضحية من إمكانية حدوث التحرش عن طريق:

  1. خلق حالة من إلهاء المتحرش ومقاطعته بحيث إنه من الممكن أن تقطع عليك حديثه.
  2. سؤال الشخص المتحرش بشكل مباشر في حالة عدم نجاح فكرة الإلهاء، هل تعي ما تفعله؟ هل تعلم أن ذلك تحرش؟ ذلك قد يردعه ويرده عن فعله.
  3. تحدثي بشكل مباشر مع بيده الأمر إن كان في بيئة العمل أو كان الأمر عام فيتم يتم إبلاغ المسؤولين.

 ما الذي يمكنك أن تفعلينه حتى تتعافي من التحرش الذي تعرضت له؟

غالبا ما تبدأ تبعات التحرش بصدمة تتعرض لها الضحية، وقد يكون هناك بعض من الإنكار، ويتبعهما الشعور بأن الشخص قد تم إيذاؤه وأنه ضحية، والتعامل مع المشاكل بجدية وعدم إنكارها هي الطريقة الأقرب لحل المشكلة، وبما أن أكثر من 37٪ من النساء في الوطن العربي يتعرضن للتحرش، فلا بد لنا أن نتعرف على الطريقة التي يمكن من خلالها أن تتعافى الضحية بعد تعرضها للتحرش بأي طريقة، ومن تلك الوسائل ما يلي:

  1. اكتبي قصتك وما حدث لك بشكل واضح ومفصل، فالتعبير بالكتابة عن ما شعرنا به وما مررنا به من أزمات نفسية وصدمات يجعلنا قادرين على التخلص من الحزن والألم والمرور من اضطرابات ما بعد الصدمة.
  2. تعرفي على ما حدث لك وما هو تأثيره، ذلك سوف يضعك أمام الصورة كاملة ومن خلالها يمكن فهم ما حدث والتعامل معه بشكل حكيم.
  3. شاركي قصتك مع من يمكن أن تثقي فيه من التعامل الحكيم والجاد مع ما مررت به، وأن تكوني على ثقة أنه سوف يساعدك في تخطي تلك المشكلة.
  4. حاولي أن تهتمي بنفسك، وهذا لا يعني الرضا بما حدث، لكن يعني المضي قدماً، والمحاولة في ايجاد طرق جيدة يمكن من خلالها العيش في الحياة بشكل يجنبك توابع ما حدث.
  5. حاولي أن تكوني متواجدة وسط مجموعة تعرضت لنفس التجربة وتحاول أن تخرج منها من أجل التخلص من توابع التحرش.
  6. حاولي أن تجدي نشاطا رياضيا، ورياضة التأمل تقلل الضغوطات التي تتعرضين لها.
  7. التوجه إلى معالج نفسي أو طبيب نفسي حل أمثل في حالة عدم قدرتك على التعامل مع الضغوط وعدم التحسن باستخدام مختلف الطرق.

الحقيقة أن التحرش الجنسي موجود بمختلف الأشكال والصور في العالم كله، وما أثارته حملة #أنا أيضا #metoo قد أزاح النقاب عن كثير من الأحداث وأفصحت عن نسب كبيرة من حوادث التحرش الجنسي لم تكن تظهر قبل ذلك. مواجهة التحرش بشتى الطرق هي من الحلول المثالية والقوانين الصارمة والشجاعة التي قد تتحلى بها الضحية تساعد على وضع حد لإيقاف هذا السلوك المخالف للقوانين والأخلاق.

البوابة 24