البوابة 24

البوابة 24

‏الخبث الصهيوني

شوقي العيسة
شوقي العيسة

بقلم:شوقي العيسة
خبث وذكاء العقل الصهيوني الاجرامي ينجح احيانا في تحقيق بعض اهدافه . ولكن ليس دائما وليس على المدى البعيد. فمهما طال الصراع سننتصر ونتحرر وستذهب الصهيونية كفكر وممارسة الى مزبلة التاريخ. 
قبل تأسيس السلطة كانت المواجهة مباشرة بين شعبنا في الداخل والخارج وبين الاحتلال. بعد ذلك اصبحت بشكل او باخر غير مباشرة .
الحركة الصهيونية تريد السيطرة والسيادة على كل فلسطين مع اقل عدد ممكن من الفلسطينيين. والى حين تحقيقها ذلك على المدى البعيد هي بحاجة لادارة الصراع باقل الخسائر وخلال ادارة الصراع هذه بحاجة الى ادارة فلسطينية في الارض المحتلة. جربت تنصيب الموالين لها في البلديات والمجالس القروية والمخاتير ولكنها فشلت فشلا ذريعا ثم اخترعت روابط القرى وكان فشلها اكبر .
خلال تلك الفترة كلما ارتكبت اسرائيل جريمة، كانت تتوجه كل طاقات الشعب ضدها ولم يخطر ببال اي فلسطيني تحميل مسؤولية للمخاتير او روابط القرى او مطالبتهم بشيء ضد جريمة اسرائيل. كان الناس يعتبرونهم جزأ من الاحتلال واداة تابعة له وكانت معادلة الصراع واضحة.
جاءت فكرة جعل قيادة الثورة هي التي تدير الارض المحتلة وخلق ارضية خصبة للصراع الداخلي الذي بالتأكيد سيحدث وحدث ولا يزال يحدث ويقلل خسائر الاحتلال. 
الان كلما ارتكبت اسرائيل جريمة تجد اغلبية الاصوات ضد السلطة وتطالب السلطة بالقيام بالدفاع عن الشعب. وهذا بخلاف ايام روابط القرى والمخاتير ويعني ان هؤلاء الذين يتحدثون بذلك حتى وهم يتهمون السلطة بالخيانة لديهم في داخلهم وفي اللاوعي فهم ان هذه السلطة ليست مثل الروابط والمخاتير والا لما طلبوا منها هذه المطالب.
وهنا يكمن خبث وذكاء الصهاينة والذين يستمرون في تغذية الصراع الداخلي ويستفيدون منه. ماذا كانوا يريدون اكثر من ذلك. اكثر من ادارة فلسطينية يحملها الفلسطينيون جزأ واحيانا كبيرا من المسؤولية كلما اعتدت اسرائيل علينا. مجرد طلب الناس وقف التنسيق الامني او حماية الاسرى هذا يعني ان الناس لا تزال تعتبر قيادات السلطة وطنيين . فما كان يمكن تخيل هكذا طلب من روابط القرى او المخاتير او رؤساء بلديات عينهم الاحتلال .
اسرائيل كان من ضمن اهدافها ايضا نزع الثقة بين الشعب ومنظمة التحرير وهذه الثقة كل يوم يختفي جزء منها.
طبعا قيادة المنظمة الفاسدة وغير الكفؤة ساعدت كثيرا في الوصول الى هذا الحال.
ان الاوان لاعادة الصراع الى اصله واعادة تركيب المعادلة.

 

البوابة 24