الحياة لوحة..

ياسمين كنعان
ياسمين كنعان

بقلم:ياسمين كنعان
لم تكن الحياة أكثر من لوحة، وأنا أكتفيت بالوقوف أمامها..أتأملها، أغوص في تفاصيلها وألوانها بعيني، أكتفي بمحاولة فهم ضربات الريشة هنا وهناك، تلك كانت علاقتي بالحياة، مثل أي متفرج على لوحة، يدخلها من باب الخيال، ولا يجرؤ على لمسها، يلتقط مشاهدها دون أن يحياها، يقترح في خياله تعديلات هنا وأضافات هناك، ولا يضيف لها أي تفصيل، تربكه المحاولة، و يخيفه الفشل..!
مثل أي أحمق لايفقه الفن ولا مدارسه وقفت، لم أمتلك أصابعي لأعيد ترتيب المشهد..مشهد حياتي، ولم أمتلك الموهبة، كنت أجرب الحياة في رأسي على نحو ما..لم أفهم الحياة لكنني كنت أتخيل كيف يمكن لها أن تكون لو...!
لو أمتلكت ريشة، لو امتلكت القدرة على الحياة كنت سأضع لنفسي على لوحة الحياة لوني الخاص، و خطوطي الخاصة، كنت سأخلق واقعي بيدي،لو...!
صباحا أتأمل الحياة اللوحة، مساء أسدل عليها ستار المساء، وعندما ألقي بجسدي المتعب على حافة الموت..وأغمض عيني على لون ما أو تفصيل ما يبدأ فكري النشط بمحاكاة الحياة في خيالي..وأصنع من ألوان الخيال حياة، تلك الألوان الأرجوانية العجيبة التي أبدأ بمزجها واختبار النتيجة، شمس خيالي أرجوانية صفراء، بحرها أرجواني مخضر، غيمها أرجواني أزرق، ليلها أرجواني قاتم، لو امتلكت لوني الخاص لاخترت الأرجواني لوني في الحياة..!
يزحف النوم إلى أطرافي، تصاب أصابعي بخدر لذيذ، تسقط الريشة من يدي وبحركة عفوية ترتطم يدي بألوان خيالي، تسح الألوان في رأسي تتداخل في عيني أغمضهما وتكتمل اللوحة في خيالي...!
-ياسمين كنعان
26 أيلول 2021

 

البوابة 24