البوابة 24

البوابة 24

العلاقات الانسانية في المجتمع

شوقي العيسة
شوقي العيسة

بقلم شوقي العيسة
‏العلاقات الانسانية في المجتمع
كتب الفلاسفة كثيرا عن الاخلاق وعن الضمير وعن العلاقات الانسانية في المجتمع.
واجتهدوا كثيرا في العقد الاجتماعي وضروراته وتطويره. وعن تغيره من مرحلة زمنية الى مرحلة اخرى ومن مكان الى مكان اخر.
ولا تزال وستبقى هذه المناقشات متواصلة ما دام المجتمع موجودا.
هل انت من يحدد اخلاقك؟! 
الجواب لا وذلك يقودنا الى تعريف الاخلاق ومعاييرها.
لو عشت في جزيرة نائية لوحدك فانك تستطيع ان تفعل ما تشاء ولا احد هناك ليحدد لك ان كان تصرفك اخلاقي ام لا. 
فلو مشيت على الجزيرة عاريا لا يوجد احد ليقول لك هذا فعل غير اخلاقي. فلا يوجد مفهوم للاخلاق حين تعيش وحدك. الاخلاق توجد فقط حين وجود اكثر من شخص في المجتمع. 
وكل مجتمع يحدد اخلاقه المختلفة عن مجتمع اخر مع وجود تشابه في بعض الحالات.
نجاح المجتمع في تحديد اخلاق تتوافق مع الطبيعة البشرية الى درجة كبيرة يؤدي الى النجاح في الحفاظ عليها. 
كل المجتمعات تقريبا تعتبر الصدق ضرورة اخلاقية ولكن في بعض المجتمعات تنتشر صفة الكذب وتصل الى ظاهرة في المجتمع. فهل الصدق يتعارض مع الطبيعة البشرية؟! بالتأكيد لا. ولكن حين يضع النظام المعمول به سدا امام الانسان للحصول على حياة كريمة وذلك عندما يكون المسؤول عن ادارة المجتمع غير اخلاقي وفاسد. يضطر الانسان للبحث عن اي طريق لمواصلة حياته.
ولجوء واحد تلو الاخر الى ذلك يحوله الى ظاهرة. ويصبح المجتمع فاشلا كلما زاد اللااخلاقيين بين حاكميه. ويصبح الصدق ليس معيارا اخلاقيا.
ولكن هكذا وضع لا يدوم فانتشار ظاهرة غير اخلاقية (كالكذب) بعيدة عن الطبيعة الانسانية في المجتمع، يجعل المجتمع يبدأ بالبحث عن وسيلة للتخلص من هذه الظاهرة. المجتمع مثل جسم الانسان عندما يدخله فايروس يبدأ جهاز المناعة بالعمل للتخلص منه. وهذا يسمى في المجتمع الثورة على النظام الحاكم.

البوابة 24