فلسطين - البوابة 24

يعاني البعض من تقلبات أو حالات غريبة في القدرات العقلية، وناردًا ما ترتبط هذه التقلبات أو الملاحظات بالحالات المرضية، حيث تمر هذه الملاحظات في الكثير من الأحيان "مرور الكرام"، بسبب انشغال الناس بمشاكلهم اليومية وضغط الحياة والعمل.

أظهرت الدراسات أن أبرز التغيرات التي تطرأ على دماغ الإنسان بشكل عام، هي التغييرات الناتجة عن الإصابة بالخرف، المرض الذي يصفه العلماء بـ"المرض الذي لا مفر منه للجميع".

ما هو الخرف

الخرف هو عبارة عن اضطراب خطير له عامل خطر واحد لا مفر منه بالنسبة للجميع، وهو التقدم في السن بكل بساطة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن تتضاعف حالات الخرف ثلاث مرات بحلول عام 2050، وذلك لأن الكثير منا يتقدم في السن، بالتزامن مع ازدياد معدل العمر بسبب تقدم خدمات الرعاية الصحية.

ومصطلح "الخرف" هو مصطلح يشمل العديد من اضطرابات الدماغ المختلفة، والتي تنطوي على تغييرات في الذاكرة والتفكير والشخصية والتحكم التي تتداخل جميعها مع قدرة الشخص على العمل ومتابعة حياته بشكل سليم.

ومرض الزهايمر هو أكثر أشكال الخرف شيوعًا، حيث يصيب حوالي 6.2 مليون شخص في أمريكا فقط، وتعد الشيخوخة هي عامل الخطر الأول للإصابة بمرض الزهايمر.

وكشفت مجلة "Eat This, Not That" الأمريكية، إلى وجود علامات مبكرة تنذر بإصابة الإنسان بالخرف، ومن الممكن أن تنبه هذه العلامات المصابين من أجل اتخاذ خطوات جدية لبدء العلاج وتلافي تدهور الحالة، وهي:

ملاحظات في الذاكرة

تعتبر مشاكل الذاكرة من أكثر أعراض الخرف شيوعًا لدى أغلب المصابين، حيث يواجه الشخص المصاب بالخرف صعوبة في تذكر الأحداث والأسماء، وهي ملاحظة قد يرصدها الجميع تقريبًا، حيث يصعب تذكر أسماء الاشخاص أو الأماكن.

وينسى المصابون أحيانًا المكان الذي تركوا فيه أشياء معينة، ويكونون غير قادرين على تتبع خطواتهم وتذكر المكان الذي تركوا فيه هذه الاشياء.

وبالرغم من أن النسيان هو سمة طبيعية للشيخوخة، ولكن إذا بدأت مشاكل الذاكرة في التأثير على حياتك اليومية، يجب عليك استشارة الطبيب المختص في أقرب وقت ممكن.

اللغة

يواجه الشخص المصاب بالخرف صعوبة في تذكر الكلمات الصحيحة أو متابعة محادثة، وهو ما قد يضطره إلى البحث عن بدائل للكلمات من أجل التوضيح، أو يلتف حول الكلمة في محاولة تذكرها.

وبالرغم من أن هذا العرض قد يكون خفيفا إلا أنه من الممكن تتبعه ورصده بسهولة من قبل الشخص المصاب بالتدهور المعرفي أو الأشخاص من حوله.

مشكلة التوازن

يتسبب الخرف أحيانًا في إصابة الشخص المصاب بصعوبة في المشي أو الحفاظ على التوازن أو التنسيق أثناء المشي.

ويفقد المصابون أحيانا توازنهم كما يعانون من صعوبة تقدير المسافات وإسقاط الأشياء من دون قصد، الأمر الذي يعرضهم للارتطام بأثاث المنزل، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا.

الضياع

تعتبر مشاكل تذكر الأماكن أو تذكر الطرق من العلامات المبكرة للخرف، حيث يصعب أحيانا تذكر الطريق أو طريق العودة، خاصةً عند الذهاب إلى مناطق جديدة، على سبيل المثال قد يواجه الشخص المصاب صعوبة في تذكر مخرج طريق سريع يستخدم بشكل متكرر أو إيجاد طريقه إلى المنزل من حي مألوف.

المزاج

وأكد الخبراء وعلماء الصحة، أن التغيرات المزاجية أو تقلبات المزاج هي عرض من أعراض الخرف الذي "غالبًا ما يتم تجاهله".

وقد تلاحظ على الشخص المصاب علامات عدم المبالاة، ويفقد الاهتمام بالأنشطة التي اعتاد على ممارستها أو الاستمتاع بها.

ويشدد الأطباء والخبراء على ضرورة إجراء فحوصات طبية عند رصد إحدى هذه الحالات، حيث من الممكن أن يتم تقليل الإصابة وتخفيفها إلى حد كبير عن طريق الأدوية أو المتممات الغذائية أو عن طريق تغيير نمط الحياة بالتعاون مع الأطباء المختصين.