هل ستخوض حماس انتخابات الهيئات المحلية
سيناريو الباب الخلفي للانتخابات
بقلم: باسم حدايدة: خبير في شؤون الانتخابات
ايام قليلة ويفتح باب الترشح لانتخابات المرحله الاولى للهيئات المحلية وفقا للاجندة الانتخابية وذلك في 26 من الشهر الجاري ، وان خريفا ساخنا لسيناريو الترشح قد يشمل مئات القوائم العائلية والمستقلة والحزبية .
ولكن يشغل بال المتابعين السؤال هل ستخوض حركة حماس الانتخابات المحلية في الضفة الغربية وكيف سيكون شكل ترشحها في الانتخابات ، وذلك وسط متغيرات شهدتها الساحة الفلسطينية خلال السنوات والأشهر الماضية ، وهل ستبقى حماس أو اتباعها خارج الإطار المحلي للانتخابات منذ خوضها الانتخابات المحلية في 2004 .
حقيقة الأمر أن حماس لم تعلن رسميا عن موقفها من الانتخابات في الضفة الغربية بل اكتفت ببيان عام حول موقفها من الانتخابات بشكل عام وربطها بحزمه متكامله من الاتفاق لاعلان موافقتها على إجراء الانتخابات .
تبقى جميع الاحتمالات قائمة ومحتمله لمشاركة حماس في الانتخابات ، فما يجب أن ندركه أن مشاركتها لا يعني خوضها الانتخابات بقوائم حمساوية وبشكل مباشر سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة .
أن المبدأ الرئيس الذي سيدعو حماس إلى إعادة النظر في مشاركتها في الانتخابات المحلية القادمة أنها لا يمكن أن تستمر خارج اطار الحكم المحلي وساحة التأثير على مستوى البلديات ، فهي بحاجة إلى إثبات وجودها فهي غائبة عنها لأكثر من 20 سنه ،شهدت خلالها الساحة المحلية الكثير من المتغيرات واهمها أن حماس خسرت غالبيتها الانتخابية التي كسبتها في الانتخابات المحلية والعامه، فتغيرت اعمار الناخبون والمرشحون وفرضت معادلات وولاءات خلال السنوات الماضية تمكنت حركة فتح من السيطرة على القطاع المحلي في ظل غياب حماس .
حركة حماس تدرك تماما أن المخاطر المترتبه على استمرار عدم المشاركه في الانتخابات يهدد وجودها وشعبيتها وخاصة في الضفة الغربية في ظل سيطرة حركة فتح وبقائها لاعبا رئيسيا منفردا في الانتخابات ، وان تحقيقها إنجازا مثل صفقة التبادل لن يجدي نفعا ولن يؤثر كما تعتقد ولن يدوم لفترة طويله فسيختفي الانتصار المعنوي بعد أيام مقابل من يتحكم في السلطة والمال ومن هو موجود فعليا بين الناس والشعب والناخبون ، فستكون المصالح اقوى من الانتصار المؤقت والذي تفرضه الديمومه والاستمرار والوجود .
ان استراتيجية الباب الخلفي لمشاركة حماس في الانتخابات قد تكون هي المحتمله ضمن خطة وتقييم قد تستخدمه وفي ظل أيضا خيارات محدودة ، وتشمل هذه الاستراتيجية سيناريوهات عدة أهمها .
اولا سيناريو الشراكة والتحالف ،وذلك أما أن يكون ضمن قوائم مستقلة أو مشتركه مع قوى يسارية وقوائم ترشحت في الانتخابات العامه او مع مستقلين وشخصيات مجتمعية يضمن لها وجودها ولو في الحد الأدنى لضمان وجودها تبني عليه مستقبلا ،فلا يشترط حتى حصولها على أغلبية الأعضاء وانما ضمان تمثيل عادل تبني من خلاله خطوات وأهداف قادمة وتثبت وجودها وحضورها .
أما الشكل الثاني لسيناريو المشاركة هو أن تدعم قوائم مستقلة أو حزبيه أو قوائم غير محسوبه على حركة فتح بهدف تقويض سيطرة فتح على الانتخابات والأهم أن تثبت أن ما زالت لاعبا مؤثرا على الساحة المحلية ،تستطيع ضمن هذا السيناريو أن تحقق الكثير وتقلل المخاطر إلى ادنى مستوى .
أما السيناريو الثالث وهو متوقع هي قوائم الوكالة والتي تدعم بالناخبين والمال والدعم الإعلامي تمثل حركة حماس من الخلفية وليس من الواجهة الأمامية ، لن تشمل هذه القوائم مرشحين عن حركة حماس بل هي تمثلها وتدعمها بغض النظر عن أعضائها وتوجهاتهم السياسية والمجتمعية والفكرية بل هي قوائم محسوبة عليها
السيناريو الربع خوض الانتخابات بقوائم حمساوية كامله او بعنوان حمساوي تشارك فيه بعض الشخصيات أو القوى ، ولكن هذا السيناريو مستبعد حاليا ولكن ممكن الحدوث .
سيناريو الانتخابات في قطاع غزة من المتوقع أن تخوض حماس الانتخابات المحلية بكتل انتخابيه في 25 بلدية تحت مظلة تحالف سياسي ومجتمعي وقد تدفع بشخصيات مستقله أو مقربة منها ولكن لن تخوض الانتخابات تحت مسمى قوائم حمساوية ، وتعتمد هذه الاستراتيجية على هدف الحصول على الشرعية للبلديات في قطاع غزة واستمرار التمويل وتحصد تأييدا محليا ودوليا بسيطرتها على قطاع غزة .
كل الاحتمالات واردة بما فيها سيناريو عدم المشاركة ولكن من المؤكد أنها لن تبقى خارج اللعبة ، وهي بحاجة إلى الاستعداد والجاهزية وتحديد دائرة البلديات المستهدفة والكبيره والتي يعطي الانطباع أنها فازت وسجلت حضورا واضحا .
