البوابة 24

البوابة 24

هل تجوز المعاشرة الزوجية عبر الهاتف؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

كثيراً ما يرد سؤال لدور الإفتاء حول العالم، حول إمكانية إقامة العلاقات الزوجية بين الزوجين عبر الهاتف، في حال كان أحدهما بعيد عن الأخر بسبب السفر أو إلى ما ذلك.

وكان أخر تلك الأسالة ما وصل الأزهر الشريف، من سيدة يطلب منها زوجها المُسافر أن تمارس معه العلاقة الزوجية عبر الهاتف، وهي ترفض كونها تعتقد أن هذا الأمر حرام، بينما هو يُصر على العلاقة، مشيراً إلى أن الملائكة تلعنها بسبب امتناعها عنه.

أفتى الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الشريف، قائلاً: إن كان المراد بالعلاقة الزوجية مجرد الكلام العاطفي وإظهار مشاعر الحب والشوق؛ فلا مانع، أما إن كان المراد الكلام الخارج عن الآداب، أو ممارسة العلاقة الزوجية عن طريق التجرد من الملابس، وإظهار العورات عبر الشاشات؛ فلا يجوز.

وأكمل: عدم جواز ذلك لأمرين أولهما أن وسائل الاتصال والتواصل الحديثة غير آمنة ولا مأمونة، فيمكن اطلاع الآخرين عليها، فتقع الحرمة، ويحصل الإثم، ويحدث الضرر، والسبب الثاني أن العلاقة الزوجية لا بد أن تكون في خلوة آمنة مأمونة، بعيداً عن اطلاع الناس؛ لأن الاطلاع على عورات الآخرين لا يجوز إلا للزوج أو للزوجة، ولا يجوز لأجنبي إلا لضرورة ملجئه كالكشف الطبي بشروطه، لقول الله تعالى: «هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ»، وهو كناية عن الستر، وهو غير متحقق في الهاتف.

وأوضح أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الشريف أنه لا يصح الاحتجاج بأنها حلال له، يفعل بها ما يشاء، كيفما يشاء؛ فإن الشرع أباح الانتفاع بالحلال بشروط، فلو جامعها أمام الناس لأثم، وقد يقتضي النظر الفقهي تعزيره؛ لإخلاله بواجبات الشرع.

وأكد أن الراحة الجسدية الكاملة لا تكون إلا عن طريق العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة، وما سوى ذلك لا يزيد النفس إلا حسرة وألما، ونصح الزوج بألا يضغط على زوجته لفعل شيء قد يندم عليه بعد ذلك، مع حرمته شرعا، كما نصحه بعدم الدخول على المواقع الإباحية؛ فإن هذا السلوك من جرائها.

ولفت العشماوي أن الزوجة إن امتنعت فليست ملعونة على لسان الملائكة؛ لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

البوابة 24