البوابة 24

البوابة 24

ياسر عرفات تاريخ لا ينسى

ماجد ابو سلامة
ماجد ابو سلامة

بقلم الدكتور ماجد أبو سلامة
  في ميثاق الله الشهداء لا يموتون 
وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ".. 
تمر علينا الذكري السابعة عشر لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات شمس الشهداء وملهم ثورتنا وعز كرامتنا  وقوة عزيمتنا إنه الشهيد الموشح بكوفيته السمراء المحلق  كصقر في عيون السماء وكطائر  الفينيق  يحلق فوق مآذن القدس ...وكنائسها

أبو عمار شمس الشهداء أيقونة  التحدي والفداء تاريخ مخضب بدماء الشهداء وعبق الثورة ورائحة البارود ... 
 اليوم تبكيك القلوب قبل العيون  ويذرف  أبناء شعبك الدموع علي رحيلك دون أن تودعنا .. 
سيدي وقائدي أبا عمار  يامحراب الثائرين ياصاحب الطلقة الأولى والبيان الأول والقرار الأول  ياسر عرفات تعرفك ساحات النضال والوغى من نفق عيلبون والكرامة وقلعة شقيف التحدي وصبرا وشاتيلا وأطفال الأربجي فعندما خرج مع رفاقه من بيروت الوفاء والانتماء  سئل سؤال من قبل الصحفيين (أين أنت ذاهب أبا عمار)
فقال إلي القدس الحبيبة إلى العودة والدار وسنابل القمح الجميلة وكيف لا هذا بيدر الزعماء والقادة  من الشهداء والمناضلين والأحرار... 

سيدى أبا عمار  ما زالت كلماتك تتردد في عقولنا وروحك الطاهرة تسكن  أجسادنا وأنت تحلم بزهرة المدائن قدس الأقداس وتقول سيرفع شبل أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين فوق مآذن القدس وكنائسها العتيقة التي تنشد ترانيم السيد المسيح...

 عندما خير الزعيم ياسر عرفات بين حياة الذل والاستسلام وبين الموت والشهادة فاختار الشهادة فقال. يريدوني أسيراً .. يريدوني طريداً ... يريدوني قتيلاً ....وأنا أقول لهم بل شهيداً شهيداً شهيداً. لتحلق روحك الطاهرة هناك في عليين  مع الأنبياء والصديقين والشهداء ولا نزكي علي الله أحدا ...
ذهب ياسر عرفات إلي أروقة الأمم المتحدة ليصنع سلام الشجعان الأبطال ليجنب شعبه ويلات الحروب والتشرد والتهجير لقد حمل البندقية في إحدى يديه وغصن الزيتون في اليد الأخري قائلا " لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي لا تسقطوا الغصن الأخضر من يدي.
سجل  يا تاريخ  سجل فأبي عمار تاريخ  لا ينسى من ذاكرة الأجيال  فقد جمع بين السلم والحرب. نعم إنه جبلنا  الشامخ الذي  لاتهزه العواصف والرياح يحافظ علي المبدأ  يصوب البندقية نحو هدفه المرصود القدس عروس العروبة  دون تردد أو شك حيث قال في مواقف كثيرة ياجبل مايهزك ريح.

في هذه الأيام التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية العادلة وتكالب القريب والبعيد علينا وتغولت علينا القوي الصهيوأمريكية بنقل السفارة الأمريكية إلي القدس وتغيير الجغرافيا السياسية فيها ، وتطبيق المؤامرات السياسية بصفقة القرن وتهويد ومنع المصلين فيه والاقتحامات المتكررة  للمستوطنين..

سيدي أبوعمار يفتقدك شعبك كأب..وأخ..وقائد. وكم نحتاج في هذه الأيام  للختيار بيننا وسط تلك المتغيرات المحلية والدولية والإقليمية نتمنى لو كنت بينا لتصل بنا إلي بر الأمان ممثلة بوحدتنا الوطنية وإنهاء صفحة الانقسام وإقامة الدولة وعاصمتها القدس..  رحمك الله وأسكنك فسيح جناته وجمعك مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا..
 عاشت الذكرى وعاشت الثورة 

البوابة 24