بقلم:الصحفي نبيل عبد الرازق
كما يقال ليس هكذا تورد الابل يا ادارة مستشفي جامعة النجاح!!! ان القرار الذي اتخذته اداره مستشفي النجاح لهو سقوط اخلاقي كبير وذلك بالتوقف عن استقبال مرضي الاورام بسبب المديونية المتراكمه لهذا المستشفي علي وزارة الصحة الفلسطينية..
كان من الممكن استيعاب الامر لو ان هكذا قرار صادر عن احد مستشفيات دولة الاحتلال،،، ولكن ان يكون من مستشفي فلسطيني وطني فهذا لا يعقل!!؟؟
جميعنا يدرك عمق الازمة الماليه التي تمر بها السلطة الوطنية الفلسطينية والجميع يعلم ان هذه الازمة نتيجه لموقف القيادة الفلسطينية والتزامها الوطني في ملف الشهداء والاسري ،،، وقد امتدت هذه الازمة لتشمل رواتب القطاع العام الفلسطيني،،،
الجميع يتحمل هذا الضغط والضائقة المالية من اجل قضية وطنية لا يسمح الانكسار أمامها … ولكن ان يمتنع مستشفي وطني كمستشفى جامعة النجاح عن تقديم العلاج واستقبال مرضي الاورام فهذا انحدار وتخلي عن المسؤلية الانسانية التي تقوم عليها الرسالة الانسانية لمهنة الطب .. ألم يسمع من كان وراء هذا القرار الجائر بقول الله (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ) إن مديونية المستشفي لدي وزارة الصحة ورثتها حكومة الدكتور محمد إشتية عن الحكومة السابقة التي كان يرأسها الدكتور رامي الحمدلله والذي هو بدروه الان رئيس لجامعة النجاح الذي يتبع له مستشفي جامعه النجاح!!! فما الذي استجد؟؟؟
ان الازمة المالية الحالية والناتجة عن الخصم الكبير من أموال المقاصة المستحقه علي دولة الاحتلال وتوقف الدعم الخارجي لخزينة السلطة الوطنية الفلسطينية هي ثمن المواقف السياسية الوطنية وهو ما ينعكس بشكل مباشر علي صعوبة ايفاء وزارة المالية الفلسطينية بالتزاماتها سواء لاصحاب الوظيفة العمومية او القدرة التشغيلية او تسديد الالتزامات المالية لأي جهة كانت من القطاع الخاص….
واذا ما كنا نعيش علي هذه الارض كأخوة فلا بد ان نتشارك في المغنم والمأتم،،، فلا يعقل أن تتخلي أي من مؤسساتنا الاستشفائية الوطنية عن دورها الانساني قبل الوطني…ولنتقاسم هذا الحمل الثقيل لحين الخروج من هذه الأزمة المالية القاسية والتي تحملت البنوك وكثير من القطاعات مسؤلياتها والتزامها امام شعبها ،،، جميعنا يعلم اننا في معركة يستخدم فيها الاحتلال كل ما لديه من إمكانيات لكسر ارادتنا …
فلنكن جميعا شركاء في المكاره والمغانم … ودعوتي للسلطة الوطنية الفلسطينية وعلي وجهه الخصوص وزارة الصحة الفلسطينية بأن يكون لديها خطة عمل لتوطين العلاج في كل محافظات الوطن من خلال استقدام الخبرات والكوادر الصحية الفلسطينية من الخارج وهم كثر واصحاب تجارب كبيرة ولديهم مهنية عالية وتوفير الاجهزة الطبية وعلي وجه الخصوص اجهزة المسح الذري والاشعاعي وخاصة في المحافظات الجنوبية لعلاج حالات مرضي الاورام ،،،فهم لديهم ما يكفيهم من الالام والمعاناه،، وهذا يجنبهم مشقة السفر ومحاولات الاحتلال لابتزازهم عبر المعابر وترشيدا للانفاق المالي الكبير لفاتورة العلاج في الخارج…
وليتحمل جميعنا مسؤلياته الانسانية والاخلاقية والوطنية في مسيرة الحرية ..،