بقلم: جلال نشوان
تأتى هذه الذكرى العطرة ،وقد ضاقت بنا الأرض بما رحبت ،حيث حط الوباء رحاله ، فهٌجرت المساجد ، وامتلأت المشافى بالمرضى ، ومكث الناس فى البيوت ، دك الوباء معاقلنا ، وأرهقنا ، وحطم حياتنا ،غادرنا الكثير من أحبابنا وبلا عودة ... ضرب الوباء حياتنا وأصابها بالشلل ،
حقا ضاقت بنا الأرض بما رحبت ، وتجيىء ذكرى الاسراء والمعراج لتذكرنا بحجم المعاناة التى كابدها الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام وكيف جاءت رحلة الاسراء والمعراج تنفيسا وايناسا وتذكيرا ان الصعوبات الجمة والعراقيل ستزول باذن الله
فى السنة العاشرة للبعثة النبوية ،بلغ الكرب برسول الله عليه الصلاة والسلام ايما مبلغ ،( فمكة بلده ) واهله قد ضاقت عليه وشعر ان اهلها لن ينفكوا عنه ،بل سيوجدوا كل جديد للتضييق عليه وعلى دعوته ،فخرج الى الطائف يدعوهم ويعرفهم بالدين الجديد ،ولكنهم استقبلوه أسوأ استقبال واستهزأوا به وارسلوا غلمانهم وابنائهم خلفه ، يقذفونه بالحجارة وكان ذلك فى وقت توفى عمه الذى كان يحميه ويؤازره وكذلك وفاة زوجته خديجة بنت خويلد ....وفى خضم هذه الظروف الصعبة ،كتب الله له ان يعيش رحلة الاسراء والمعراج تنفيسا له ودرسا عظيما بان الصعوبات والازمات ستنقشع باذن الله وما على الانسان الا ان يتحلى بالصبر واذا ضاقت الارض ،فرب السماء سينزل رحمته وفرجه
وهنا نستلهم العبر والحكم والمواعظ من رحلة الاسراء والمعراج لنداوى جراحاتنا ونتآلف ونتكافل ونتعاون فى مواجهة الوباء الذى يزداد شراسة فى كل يوم ...
فى ذكرى الاسراء والمعراج علينا ان نتوحد لمواجهة الأعاصير التى تهب علينا ،فالوحدة هى الدرع الواقى لنا من الطوفان القادم
توحدوا
تآلفوا
تكافلوا
ففلسطين تستحق الوحدة