بقلم: رامي شعلان
تسريح "سوثان موكايا" من العمل: كان الشاب الماليزي "سوثان موكايا"الذي لا يتجاوز عمره الخامسة والثلاثين يعمل في مجال تقديم خدمات بناء مواقع الويب بالإضافة إلى بيع الكتب الإلكترونية والصوتية وقد حقق نجاحًا كبيرًا في هذا المجال حتى إن شركة عالمية (مقرها إسبانيا) قد اختارته كمدير تنفيذي مع فريق مكون من 12 فردًا لتطوير سوق المحتوى الإقليمي الخاص بالشركة؛ لكن بعد تفشي فيروس كورونا والشلل الذي أصاب الشركات آنذاك فوجئ الشاب الماليزي بأنه سُرِّح من عمله هو وفريقه.. فماذا فعل؟! "وجدتها" صيحة أرخميدس ترن ثانية: كان يفكر في الوصول إلى بر الأمان، وتجاوز الأزمة.
ولكن كيف؟! ظل يتساءل؛ إذ كان العالم الاقتصادي وقتها ينهار أمام عينيه وهناك آلاف الموظفين يتم تسريحهم صباح مساء، والجائحة بوجه قبيح تتربص بالأفراد والدول! ذات يوم، وبينما كان يمشي على غير هدى في الطريق صادف مطعمًا صغيرًا لا يزال مفتوحًا فقرر الدخول لنيل قسط من الراحة، وتناول وجبة يسد بها جوعه. وفيما كان ينتظر طعامه؛ إذا به يسمع صوت الطاهي الموجود يبلغ صاحب المطعم أن الطعام لن ينضج بسبب نفاد أسطوانات الغاز. وقتها، لاحظ "سوثان موكايا" صاحب المطعم وهو يتصل مرارًا وتكرارًا بالموزعين من أجل الحصول على أسطوانة غاز واحدة وبأي سعر يتم تحديده.
وهنا_ وكما صاح اليوناني "أرخميدس" من قبل_ صاح الشاب الماليزي: "وجدتها"! BeliGas: بعد دراسة وبحث، اكتشف "سوثان موكايا" أن أسطوانة الغاز تباع بأسعار أكبر بكثير من السعر الرسمي الذي حددته الحكومة الماليزية؛ وسبب ذلك أن الأسطوانة تمر عبر سلسلة طويلة من الوسطاء حتى تصل إلى منزل المستهلك النهائي. فإذا تخلصنا من هذه السلسلة ستكون الأسطوانة بسعر معقول يرضي عموم الناس.. ولمعت الفكرة في ذهنه. قرر إنشاء تطبيق BeliGas؛ التطبيق الذي يتيح لمستخدمه طلب أسطوانة غاز بأسعار مخفضة؛ ففي حين أن الأسطوانة في الأسواق الماليزية تقدر بنحو 35 رينغيت ماليزي يوفر التطبيق الأسطوانة ذاتها بسعر 26.60 رينغيت ماليزي... وبعد أشهر قليلة من العمل وقت الأزمة استطاع "سوثان موكايا" إنشاء شركة، وبناء أسطول من السيارات وتوظيف أكثر من 40 سائقًا، وفي مايو 2020م بلغت إيرادات الشركة مليون رينغيت ماليزي (1 رينغيت ماليزي = 3.77 جنيه مصري). التوصيات: 1. لا تبك أبدًا على اللبن المسكوب. 2. استفد مما حولك وانتهز الفرص الموجودة. 3. النور موجود في أحلك اللحظات؛ وكل ما عليك فعله اتباعه.