العفو وتقرير منظمة العفو

محمد أحمد سالم
محمد أحمد سالم

بقلم: محمد أحمد سالم

أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها الرسمي  بعنوان "نظام الفصل العنصري (أبارتهايد) الإسرائيلي ضد الفلسطينيين". وشددت منظمة العفو الدولية على أنه "ينبغي مساءلة السلطات الإسرائيلية على ارتكاب جريمة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين".

وقالت: "ندعو السلطات الإسرائيلية إلى "محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. ولكن نعلم أن لدى إسرائيل تاريخا وسجلا ضعيفا في محاسبة المسؤولين ولذلك ندعو المؤسسات الدولية الى العمل ومن بينها محكمة الجنايات الدولية، ووضع حد للممارسات الوحشية.   اهتمت وسائل الإعلام العالمية، وسط تساؤلات عن أهمية ومدى تأثير هذا التقرير على العلاقات بين الكيان الصهيوني،  والمجتمع الدولي، الأخلاقي ،المحتضر، المدافع عن الحقوق والحريات!! الشاهد.

المشاهد، الطبيب ، الطيب والمناظر الخير  والصامت الاصم ،الأخرس؛ السهل المريح، المرح، العاقل، المتعقل، المهمل، المدرك، صاحب النصيحة الحسنة، والردود الدولية العميقة والإدانات البأسه والكلمات اليابسة، للولد المدلل الغنوج، المغناج, الغير شرعي، الناتج من علاقة "الزناة العالمي".

وكيف التعامل مع الوضع الانساني بهذه الوقاحة والبلادة والبلاهة او الفضيحة المعلنة المتبادلة بينكما؟ كيف استطاع هذا الذي تؤيده ان يهبط بك الى هذا الحضيض الاخلاقي؟! عن اى دمامة او تفاهة او عبث او غباوة او قسوة او ظلم او بذاءة او الم او جنون او طغيان في الكون او في المجتمعات او في النظم والقوانين، اعدادا تكبر على الاحصاء من الاجوبة التى تحرسها وتعلنها وتفسرها توقعها وتباركها وتقاتل دونها، اشرس القوى الغاشمة واقوها واغباها او اشرس الحركات والفلسفات العنصرية واغباها، او اشرس المخاوف واغباها. او اقوى واشرس الجيوش واحقرها واغباها.

فالكيانات الدموية. الاكثر طغيان ومعاداة للإنسان هي نفسها التى ولدت في الحرام .. من الحرام ، وليست التى ولدت في الارض ومن هذه الأرض، ان الولادة على ارضك بصورة طبيعية تعلم التواضع والتسامح والرفق والاحساس بالأمان اكثر مما تعلم ذلك الولادة الأخرى, وبالتالي.. ان هذا الكيان لابد ان يتفوق في وحشيته على جميع الوحوش التاريخية، على جميع الوحوش بالميلاد او حتى بالموهبة.

ان الذين يولدون في ارضهم لا يمكن ان يعيشوا او يعرفوا او يجربوا احقاد ومخاوف وهموم وبغضاء وبذاءات وانياب وحروب ومجاعات وتفاهات من يولدون فوق ارض الغير او تحت الارض.

اسمحوا لنا ان نكشف ونعاير هذا المسمى بالمجتمع الدولي- الوحشي-  دائماً يتحدثون عن نقيض ما يفعلون، إنهم يتحدثون عن الحرية والانسانية والاستقامة، وهم أقوى أعدائها، وعن الصدق وليس في البشر من يعاقبون الصادق ومن يمارسون الكذب ويجزون الكاذبين مثلهم! وعن حقارة النفاق وهم احسن من يزرعونه، ويستثمرون، ويتعاملون معه، وعن الرخاء مع أنهم من أذكى من يبتدعون جميع أسباب الإفقار والأزمات والحرمان، وعن التقدمية وهم أعتق البشر رجعية؛ لا مثيل لهم في الخوف على مصالحهم فقط,  لا يهبهم تسلطاً وطغياناً، ويتحدثون عن العدل وحقوق، وهم يعنون بهما تخويف كل الشعوب، وقهرها، وسوقها لمصلحة كبريائهم، وأحلامهم. 

ومعه كيان غاصب طاغي ، فظ بني على الدماء والجرائم والخطايا.. كيان ولد من علاقة غير شرعية .. كيان ابن زناة عالمي ؛ عاش في الذل والهوان الذي قد فرضه على مجتمعه" قومتيه"  ليتحول الى اقسي الوحوش وحشية واجرام وافتراس لحقوق الغير ، ابتلع كل شئ.. تحول الي حيوان قوي غالب  بأظافر وانياب نووية ؛ كيان مؤمن بالعقاب الدموي للأطفال والنساء!  ان اقبح واوقح انواع الكبرياء والتوحش والجبروت هما كبرياء وجبروت وتوحش القادرين الذين ينهضون من الحضيض، ليصبحوا مسيطرين على  شعب حر ، لينظروا بحقد وتعصب وغضب وذعر وتهديد الى التراث الذي نهضوا منه . وليتحولوا الى اقسى جلادين و سفاكي الدماء ومعاقبين للهباء الذي كان سماءهم والذي نهضوا منه .

العفو .. وتقرير منظمة العفو. و قتل فتاة صغيرة رقيقة تقتلها طائرة مقاتلة او قاذفة قنابل، وسيدة تقتلها بارجة حربية  واخري يتم التصويب عليها اثناء عبورها لحاجز احتلالي لتقل في الحال؛  مسن فلسطيني اغلقوا عينيه وأوثقوا يديه، واعتدوا عليه بالضرب المبرح وسحلوه على الأرض، حتى فارق الحياة. مكبل اليدين!! اطفال قتلوا واخرين فقدوا اطرافهم واعينهم والمستقبل.. اين من يقتل تحت النيران والمحرقة والجحيم لانهم ولدوا في مكان غير مكانك وبعيد عن قيمك وحضارتك ونظامك، ام هو اسلوب غير مألوف من الوقحة والجنون ، ان أقسي القساة واجرم المجرمين هم الذين استطاعوا ان يخترعوا بخيالهم المريض زراعة كل هذا الموت .هذا الجحيم والذين ساندوه وقدموا له كل الدعم للتخلص من جرائمهم القديمة والحديثة - بعد الحرب العالمية الثانية- والذين شرعوه ليكون عقابا وقتل وتدمير لنا بين اهلنا وعلى ارضنا ، والذين استطاعت اخلاقهم وعقولهم وضمائرهم ان تقبله جزء ومنطق امرا واقع’ والذين جرءوا على دعمه ومساندة كل هذا الباطل والوحشية؛ لا العفو .. ولا مليون تقرير يا منظمة العفو. يغير من واقع الجحيم .

البوابة 24