بقلم:روز اليوسف شعبان
هكذا هُم
هكذا هُم
يجرعون الصبرَ مُرًّا
يلهجون الدعاءَ فجرًا
يلعقون بقايا الزيت
في الخوابي
جهرًا
يلملمون بقايا آمالِهم
يكفكفون دموعَهم
سرًّا
وينهضون!
هكذا هُمْ!!
عيونُهُم ضارعةٌ للسماء
أياديهم مرفوعةٌ برجاء
ألسنتُهم تلهجُ بالدعاء
نفوسُهم تحلمُ بالبقاء
يحضنون أحلامَهم
يتوسّدون الأرضَ
ويلتحفون السماء
فقد يزورهم في غفلةٍ
طيفُ الهناء!!!
هكذا هُم!!!
يُغرق المطرُ خيامهم
ينهش البرد أجسادهم
يخطف الموت أطفالهم
ينهضون من بين الركام
يقتلعون ما تبقّى من خيامهم
يزرعون وردةً في أعناقِهم
يرسمون ابتسامةً على جباهِهم
يفتحون نافذةً في أبصارِهم
يقرؤون مفاتيحَ الغيبِ!!
يحفرونها في صدورِهم
يجمعون بقاياهم
ويعودون!!
هكذا هُم!!
البوابة 24