البوابة 24

البوابة 24

الشيطان!

بقلم: ميسون كحيل

في حوار مع مجموعة من الأشخاص مجتمعين، كان لكل فرد تجربة مر بها أو معاناة لآخرين يعرفونهم. ولفت نظري تجربة أحدهم وهو يشكو زوجته المتسلطة مستغلة بذلك وضعها المالي، وأخذ دوره في الأسرة؛ بحيث تمكنت أيضاً من التأثير على الأبناء في إلغاء شخصية الأب وعدم الرجوع إليه أو أخذ رأيه في أي من الأمور الأسرية وتربية الأبناء وسلوكياتهم إلى أن وصل الحال في انشغالها الدائم مع صديقاتها، وحالة من السلوكيات غير المنضبطة للأبناء سواء بالسهر الدائم خارج البيت ومرافقة أصدقاء السوء أو في افتقادهم للترابط الأسري.

ويشير الزوج في نهاية حديثه إلى أنه يفتقد للحلول؛ إذ إنه لا يزال يطمح إلى إعادة الصواب إلى أبنائه وكسبهم من جديد لأن كل الأمور تشير إلى الدمار الذي سيلحق بمستقبل الأسرة ومستقبل أبنائه الذين ضلوا الطريق.

وحقيقة ساءني ما سمعت لأن المرأة والزوجة والأم تشكل بالأصل الحضن الدافئ وعمود البيت الذي يصمد بفضلها، وفي هذه الرواية يظهر أن الزوجة هنا استغلت مالها لكي تأمر وتنهى ولا تعطي زوجها دوره ومكانه الطبيعيان، وقد تصل الأمور أيضا إلى عدم احترام عائلة زوجها وخلق المشاكل بين زوجها وبين أهله بسبب ضعفه وسكوته إلى أن يصبح الزوج فرداً عادياً وشخصاً هشاً داخل البيت حتى أمام أبنائه!

وفي رد لأحد الحضور شبه الزوجة في هذه الحالة بالحكومة الفلسطينية الحالية التي لا تدخر جهداً في فرض سيطرتها وجبروتها من خلال زيادة معاناة الشعب الفلسطيني بقوانين وإجراءات لا ترحم وفقدان السيطرة على حالة غلاء المعيشة أو المساهمة في فرضها عمداً من أجل انشغال الناس بأمورهم الحياتية وصعوبة الأوضاع، ولكي يساهم ذلك في بقاءها واستمرارها وتوزيع المناصب للأحبة! وكذلك في استمرار الانقسام الفلسطيني سياسياً ووطنياً وجغرافياً.

هنا ولتغيير الحالة التي وصل إليها الحوار مع نسيان الزوجة المتسلطة والحديث عن الحكومة تدخلت لأخذ الحوار لمكان آخر؛ حيث تم إعطاء الكلمة إلى شخص آخر، تحدث بصورة مستعجلة محدداً أن المال الآن هو أساس الحياة، وأن الأشقاء في البيت الواحد لا يمكن أن يكون بينهم مودة واحترام بدون المال، حيث أشار بحسرة إلى أنه كان يساعد أشقاءه في دراساتهم وفي زواجهم، وفي أي طارئ مالي كانوا يقعون به، ومع الزمن ودوران الحياة وتعرضه لضائقة مالية لم يسمع كلمة خير من إخوته، ولم ير أي أحداً منهم يعرض عليه المساعدة وهو يعاني مع أسرته ضيق الحال. وبعد ذلك اكتفيت بما سمعت واستأذنت بالانصراف والسؤال الذي كان يدور في ذهني في هذا العالم الذي نعيش فيه من هو الشيطان؟

كلام في سرك: مهما فعلتم ومهما تم من منح أشخاص لمناصب ومواقع، وسواء استمر الانقسام أم انتهى في الحلم فمنصب الرئيس يختلف عن كل المناصب. الشعب وحده من يقرر.

كاتم الصوت: انشغال الشعب بأمور الحياة الصعبة، وانشغال أصحاب المواقع الرفيعة بترتيب وضعها ووضع المقربين كل ذلك يمنح الاحتلال وقت أكبر لتوسيع الاحتلال وتكبير حجم خطته التي لن تنتهي.

رسالة؛ الآن أنتم قادرون على توزيع المناصب، مع الوقت ستفقدون هذه المقدرة، وستفقدون المناصب. عودوا لرشدكم (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24