فكر مسلح

بقلم:محمد أحمد سالم

مرارة كانت كلمات عم "عشم" تعبيرا عن المرارة وخيبة الأمل، و قال:  لا أريد أن أذكّر القارئ بما قاله شمعون بيريس، و قد اعتبر الانقسام ثالث إنجاز تاريخي للحركة الصهيونية بعد الإنجاز الأول. إقامة الكيان الصهيوني، عام 1948، وهزيمة حزيران العام 1967. قلت: فرصة.. نفضفض شوية ببعض الكلام السياسي. المفيد فالمخطط يطرح سؤال محوري وجوهري؛ تكون الكلمات صامتة فيه.. والاستنباط قد ينطقها أو يبقيها على صمتها؛ وكانت الصدمة الكبرى مساء يوم كنا مجتمعين، وطرح العم "عشم "سؤالا ( يا سلام لو كان غير سياسيا، ويا للكارثة إذا اكتشفوا أنه غير ذلك). ربما .. يتوقف في نهاية المطاف، على ابعاد المخطط الإجرامي ، وأنه كلما ازداد التأخر. والأجابة، فقدنا الوقت، وبات تعويضه مستحيلا على جميع المستويات.  

قال: نعيب طغاتنا والعيب فينا، وما لطغاتنا عيب سوانا". ( تكمن أهمية خطة الانفصال "عن غزة" في أنها تجمد العملية السياسية. وأنت عندما تجمد هذه العملية تحول دون قيام دولة فلسطينية، وتحول دون مناقشة قضية كل من اللاجئين والحدود والقدس. وعمليا ، فان كل هذه الرزمة المسماة دولة فلسطين ، بكل ما تتضمنه ، أزيحت كلها الى أجل غير مسمى من جدول اعمالنا. وكل ذلك بمباركة رئاسة الولايات المتحدة ، واقرار من الكونجرس بمجلسيه). دوف فايسغلاس ، الناطق باسم شارون" هآرتس".من كتاب فلسطين والتطهير العرقي.

- شوف يا بني.. إذا كان المخطط بيد؟ لنفذ المخطط. ونفذت كلمات العرب، ولو اجتمع، عم "عشم" و مصر والجزائر، وتركيا، وقطر، وروسيا ،وايران، لتحقيق الوحدة الوطنية، وانها مخطط الانقسام الصهيوني،لن يكون الا بشي قد رسمه؟. ولو اجتمع عم "عشم" واليمن والامارات، وتونس، والمغرب، والاردن، والسودان، وعادٌ وشدادٌ، وتميم وقحطان؟ علي ان ينفعوا قضية شعبك بشيء لن ينفعوا قضيتك، الإ  بشيء قد وافقوا عليه؟. رفعت الاقلام وجفت الصحف، وخرست مواقع الاعلام. المفتاح هناك..؟! وهنا فهمت أني أمام كارثة وطنية.. بل كارثة وطنية وعربية معا.. ولكن على ضوء هذا الحوار بدأت أفهم الأمور من حولي، و علينا أن نعترف بالحقيقة المرة، وهي.. تنقصهم .. ونواقصهم كثيرة. و فوق ذلك. يجني الانقسام ،بجانب الخطاب السياسي البائس، كوارث على القضية و المجتمع، حيث العناد والمواقف الجاهزة والرفض المسبق والقبول المطلق والدفاع المستميت وتقديس الأفراد وشخصنة قضايا الوطن.

  - شعور بالإحباط السياسي ينتابني كلما طالعت طبيعة الخطاب السياسي بشكل عام، وموضوع المصالحة، وحوار الوحدة الوطنية. لماذا تتنادى الأصواتُ بهذه اللفظةِ العتيقة في هذا الوقتِ العصيب الذي يشهد أحداثًا كبرى تأبى أن يعلوَ فوق صوتها صوتٌ؟ لماذا لا تمتد الأيدي إلى هذا الِملَف المنسيِّ، تريد أن تمسحَ عنه التراب وتقرأَ فيه مزيدًا من الصفحات وتتبينَ منه مزيدًا من الأسطر؟.

أين كبار الكتاب، والمفكرين، ورموز المجتمع.. اين دور هؤلاء؟! قال:مش عايز أقول أن الجميع انبطح وسكت. خوفا من تجميد الوظيفة، او قطع الراتب؛ المهم هنا أن المواطن ، لا يخدع من سادة الدجل السياسي،  والكلام المنمق المرصوص، و مميزات هذه الفترة.. أنها كاشفه، "في عصر السماوات المفتوحة، لا تستطيع إطلاقا أن تمنع أحدا من الكلام، أو تمنع فكرا من الانطلاق، فلا تشتغل بالمنع.. لأنك لن تمنع".

والنخبة التي شاهدناها موجودة، وإن قلّتْ عددا، ومواقع التناحر الاجتماعي، تنقل الواقع الوطني للمشاهد المسكين، ولم يبق من الواقع مستوراً سوى السوأة، فالمصالح لنا والانقسام  للجميع. واللي يشيل قربة مخرومة يتحمل، فهل تعلمنا الدرس، أم سنتعلم، أم كأن شيئًا لم يكن؟! فذاكرة العوام ثلاثة أيام، كما قال  الكواكبي.  ولا يوجد من. يخضع منفذي المخطط، وأعمالهم، لرقابة الرأي العام ومساءلتهم ومحاسبتهم .

وبغير هذا تفقد النخبة دورها ويفقد الإعلام رسالته ، ويتحول كلاهما إلى النقيض تماماً ؛ و أداة في يد المنتفعين، لتوجيه الرأي العام في سياق يخدم سلطتين ومصالحهم ، ولو على حساب المصلحة العامة لعموم المواطنين.

- والدليل.. من الاجابات التى ظهرت خلال السنوات الماضية في تعقيدها وبساطتها لكنها عموما ، وطبق لمن طرحها " فشلت" في تحقيق هدفها المنشود: ألا وهو التقدم في حوارات المصالحة، وانجاز مشروع الوحدة الوطنية الحقيقية. ونتيجة لذلك، لم تختف تلك الأسئلة؛ بل عاودت الظهور بشكل متواصل وبصور شتى ، بين تصلب واصرار البعض على المضي في طريق المخطط الصهيوني ؛ وبين المبادرات العربية وغيرها؛ حتى هذه اللحظة، يحتشد المشهد العربي السياسي  والفكري، بحكومات وشخصيات وجماعات تزعم أن لديها حلا لتلك الكارثة الوطنية الكبرى، وتلك المعضلة العصية. في ظل استمرار المنتفعين .على نهجهم دون كلل.

- فالتجربة أثبتت أننا نمتلك ذاكرة الأسماك، وسوف نستعيد تلك المواقف مجددًا مع اختلاف الأسماء، فى معارك قادمة نبدد فيها الوقت، ولا نحصد سوى التراشق بالكلمات، التى لها مذاق اللكمات. فلا تحديث ممكناً ، ولأتقدم وارداً ، دون التغير الشامل ومحاسبة كل من أوصلنا لهذا الحضيض.  قال: اركي ربابتك .. ولا ترفع الحجب من فرط الاعجاب! خلاص كده الموضوع خلص ومحدش يتكلم فيه تاني .خلينا في الموضوع الأصلي.  ألا هو ايه بالمناسبة .. يا عم "عشم".؟

البوابة 24