البوابة 24

البوابة 24

الصين تتعرض لموقف محرج بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.. تفاصيل

صورة توضيحية
صورة توضيحية

فلسطين - البوابة 24

تسبب الحرب الروسية الأوكرانية في وضح الصين في موقف محرج"، حيث امتنعت عن التنديد بهذا العدوان، وهو ما يتعارض مع ما تعلنه أن سيادة الدول "أمر مقدس"، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.

وجاء نهج موسكو على النقيض من موقف السياسة الخارجية التي تعلنها الصين والقاضية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وتنتهج الصين مساراً دبلوماسياً حذرًا في الأزمة، وأعربت عن رفضها اعتبار العملية "غزوا"، كما لم تستنكر أعمال روسيا، حليفتها الوثيقة.

غضب قادة أوروبا

وتسبب موقف بكين في غضب قادة أوروبا، وزاد من إحباط واشنطن تجاه الصين، كما أدانت الدول الآسيوية والأفريقية المقربة تقليديًا من بكين تصرفات روسيا.

وأيد الرئيس الصيني شي جينبينغ، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، لحلّ النزاع في أوكرانيا عبر المسار الدبلوماسي.

وأكد الرئيس الصيني، أن "الوضع في شرق أوكرانيا شهد تغيّرات متسارعة ... (وإن) الصين تدعم روسيا وأوكرانيا في حل المسألة من خلال مفاوضات"، بحسب ما نقلته محطة "سي سي تي في"

غزو روسيا لـ أوكرانيا

وقامت القوات الروسية بغزو أوكرانيا، وشمل الغزو ضربات جوية وإرسال جنود إلى عمق أراضي هذا البلد، بعد أسابيع على فشل جهود دبلوماسية في ردع بوتين عن شن العملية العسكرية.

وشدد شي في الاتصال الهاتفي مع بوتين على ضرورة "التخلي عن عقلية الحرب الباردة، وتعليق أهمية على المخاوف الأمنية المنطقية لجميع الدول واحترام تلك المخاوف، وتشكيل آلية أمنية أوروبية فاعلة ومستدامة من خلال المفاوضات".

واضطرت الصين إلى تحقيق توازن بين علاقاتها القريبة مع روسيا ومصالحها الاقتصادية الكبيرة في أوروبا.

وأكد شي إن الصين "على استعداد للعمل مع جميع الأطراف في المجتمع الدولي للدعوة إلى مفهوم أمني مشترك وشامل ومتعاون ومستدام، وحماية النظام الدولي مع بقاء الأمم المتحدة في الصميم"، وفق النص الذي نشرته "سي سي تي في".

السياسة الخارجية للصين

ومن جهته، قال المحلل السياسي آدم ني، إن "عدم الاتساق يضر بالصين على المدى الطويل"، مضيفًا: "يقوض مبادئ السياسة الخارجية الصينية الراسخة، ويجعل من الصعب إبراز نفسها كقوة عظمى مسؤولة".

وأشار إلى أن الدول الأوروبية سترى هذه الموقف "ازدواجية وتواطؤ في العدوان الروسي، والذي من المحتمل أن يكون له تكاليف على بكين".

وشارك بعض الأكاديميين الصينيين مخاوفهم من دعم الرئيس الصيني لبوتين، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي الصينية، تساءل بعض المستخدمين بشدة عن موقف الصين في ساحات الحرب في أوكرانيا من خلال مبدأها الراسخ بأن الدول يجب أن تدير مصيرها.

وقال أحد النشطاء، الجمعة، على موقع "ويبو" الصيني: "أوكرانيا دولة مستقلة وذات سيادة، وإذا أرادت الانضمام إلى الناتو أو الاتحاد الأوروبي، فهذه حريتها ولا يحق لأي شخص آخر التدخل".

وأشار الخبراء إلى أن هذه الحرب ستعرض مليارات الدولارات الصينية للخطر، وقال ديكستر روبرتس، مؤلف كتاب "هواوي": "إذا استمر الغزو الروسي، فسيتم تعليق صفقة مدتها 3 سنوات من قبل شركة هواوي العملاقة للشبكات الصينية لتثبيت خدمات الجيل الرابع اللاسلكية في نظام مترو كييف، وستتباطأ الشحنات الزراعية الضخمة أسطورة الرأسمالية الصينية"، بحسب موقع "صوت أميركا".

أكبر شريك تجاري لأوكرانيا

والصين كانت أكبر شريك تجاري لأوكرانيا في عام 2019، وفقًا للبيانات التي جمعتها شركة المحاماة الأوكرانية Crane IP. ويقدر المحللون التجارة الثنائية اليوم بين 10 مليار دولار و20 مليار دولار سنويًا.

وقال روبرتس إن الصين تبيع الآلات والسلع الاستهلاكية لأوكرانيا ولديها فائض تجاري إجمالي، ووصف التجارة الصينية بأنها "مهمة للغاية بالنسبة لأوكرانيا".

وتصدر أوكرانيا أيضًا سلعًا إلى الصين، مثل الذرة والشعير وزيت عباد الشمس. حيث يأتي حوالي ثلث الذرة في الصين من أوكرانيا.

الحرة