البوابة 24

البوابة 24

أبخس الأثمان

بقلم: ميسون كحيل

بادئ ذي بدء لست بصدد سرد سبب تدحرج الخلاف الروسي الأوكراني، أو تحليل مآلاته حتى، ما أود طرحه في هذه السطور ربما يخالج كل نفس ذاقت ويلات الحروب في أي مكان في هذا العالم.

أجزم انه لا يختلف اثنان عاشا بشاعة الحرب أي حرب، أن كل صورة شاهداها لمبنى طاله الدمار أو شارع تتجول فيه الدبابات والمدرعات، لم ينقبض قلبه أو انحبست أنفاسه ليمر على شريط بشع من الذكريات وأصوات الطائرات والقنابل تدوي من حوله وتزداد وتيرتها كل دقيقة.

ما يحيرني في هذه المأساة ليس العنصرية التي تجلت واضحة بعد اندلاع الحرب، ولا الاصطفاف العالمي الكبير ضد اعلان روسيا الحرب على أوكرانيا، -فقد عايشناه في حروب العراق وأفغانستان، - قدرة الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات وعقوبات كثيرة ضد روسيا شملت مختلف المجالات، فلماذا لم تتخذ مثلها في كل الحروب التي حصلت في الشرق الأوسط وأفريقيا وفي مناطق أخرى حول العالم؟ لماذا هذه القرارات التي تتدفق كل دقيقة من أوروبا وأمريكا لم تستخدم قبل وقوع الحرب بدلاً من صب الزيت على النار ؟ صحيح انه يتم الاعلان عن تزويد أوكرانيا بالسلاح من كل حدب وصوب؛ إلا أن سلاح العقوبات هو الأقوى والأنجع.

هذا الغرب المتحضر، الذي يتغافل عن الاحتلال الإسرائيلي وعن الأنظمة الاستبدادية ويتشدق بالحريات وحقوق الانسان والالتزام بالقانون الدولي، لماذا يحتفظ بالأسلحة النووية ولا يتم نزعها من الجميع؟، لماذا يطور أدوات الموت والدمار ويصدرها لكل مكان؟؛ لماذا يشعل الحروب في كل مكان؟ لماذا لا يستخدم العقوبات بدلاً من الأسلحة وتصنيعها وتصديرها؟ 

إن سيل العقوبات على روسيا يوضح حقيقة هذا الغرب الفاشي، الذي يدعم الاحتلال والأنظمة الاستبدادية في سبيل احكام سيطرته على العالم و تدفق الأموال والنفط بأبخس الأثمان.

كاتم الصوت: طالما كانت الولايات المتحدة وبريطانيا ومن يلحق بهما من جماعة أعور الدجال.

كلام في سرك: كان يمكن تجنب الحرب لو تم تنفيذ حيادية أوكرانيا، وهو الأمر الذي لم يتعاون به الغرب لتحقيقه.

البوابة 24