البوابة 24

البوابة 24

خارج النص

بقلم: ميسون كحيل

في الصباح عندما صحوت من نومي لم أفتح التلفاز كي أعرف أخر أخبار الحرب (الروسية الامريكية)، ولم أرغب معرفة أخر التطورات على الأرض من حرب لا يختلف فيها العاقلون عن سرها وأهدافها التي قد تمتد طويلاً وكثيراً.

 ولم أمتلك الشجاعة لكي أقول ما يخطر في بالي من هذه الحرب التي خصصت لها الولايات المتحدة الأمريكية كبش فداء، وهي أوكرانيا وبمساعدة أغبياء العالم في قارة أوروبا. فقد قررت الإنتظار قليلاً عن هذه المتابعة وقد انتظر حتى أرى أوكرانيا وقد أصبحت كاليمن شمالا ًوجنوباً.

لكني اليوم صحوت و أنا أرى أمامي صورة والدي، كلامه ، نصائحه، ارشاداته، حبه الكبير الصامت، خوفه على كل ما يخص الأبناء والبنات، و رأيه في كل مناحي الحياة سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، و استغرابي الدائم من قدرته على أن يسبق الزمن.

حقيقة ومع فنجان من القهوة، وصمت لسان، وفكر تحتل فيه الذكرى كل مساحات العقل، و دموع ترفض الخروج من العين لم يخطر على بالي إلا شيئاً واحد وهي الهدباء!

هدباء عندما قالت لوالدها بمحبة تملأ الكون واحترام  لا حدود له (أنت أفسدت حياتي لأنني كلما قارنت رجلاً بك سقط من عيني).

هكذا كانت هدباء تخاطب والدها نزار قبّاني. فهناك قصص وروايات جميلة كما يذكر القائل جمعت هدباء بوالدها الشاعر الكبير نزار قباني، الذي رد هذا الجميل الكبير عندما قال أثناء تفاني هدباء في خدمته ورعايته (هدباء هي أمي) فيا ليتك أبي هنا، ليتك ترى ما يحدث. ليتك تسمع ما يقال فقد كنت حقاً تنير الطريق وتضع كل طوبة في مكانها الصحيح وتفند حقيقة بعض الناس خاصة ممن يعشقون أظهار أنفسهم على حساب حياة الناس وظروفهم وسوء أحوالهم وتنبه جيداً ممن يأخذون البشر إلى البحر  لأجل إغراقهم بالوعود الكاذبة وبالحياة التي قد قرر فيها القادرون والمتنفذون والذين تميزوا بالتمثيل  باستمرار الضحك على البشر و وضعهم دائماً في مكان آخر وحياة أخرى خارج النص.

كلام في سرك: مشكلة الناس أنها واقعة بين المطرقة والسندان! القادرون و المتنفذون واستمرارهم في حياة الزهد وبناء مستقبل الأبناء.

كاتم الصوت؛ الناس مشغولة بالانتخابات المحلية، ولقمة العيش، والقيادات كل ما يهمها المجالس الوطنية بينما الإحتلال يستغل الظروف في بناء وضعه الجديد .

رسالة: كنت على حق يا والدي، هؤلاء لا يريدون وطن بل مقعد وخزينة. (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24