طُلاب الكرامة أم تجار الدم

بقلم: جهاد مشاقي

كل الدماء تبني تجارة الا الدم الفلسطيني يبني كرامة 
وحروب العالم تدور رحاها من اجل ارخص الاشياء ، ولافرق بينها وبين حروب الجاهلية التي كانت من أجل الكلأ والحَطب ، ،، ولا فرق كبير بنوعية الكلأ والحطب الا بالأسماء ،، فحروب العصر من اجل سهول القمح وآبار النفط ومناجم الفحم وبعض انواع النباتات العشبية او وسائل التدفئة والطهي ،،،
وتنتهي بتقاسم الحشائش وجالونات الغاز  ،، ولا مساحة للفخر ولا ساحة للفروسية .
امّا الكرامة فهي حصرياً بالدم الفلسطيني الذي يُسفك دفاعاً عن قضية مقدسة ،، فهو ممزوج بكل الاشياء العظيمة ،، 
هو الدم الفلسطيني المرتبط بالذاكرة المكانية والارث الزماني وتزاوجهما  ،
هو الدم المرتبط بغذاء الروح وليس ملىء المعدة وتَكَرش البطون 
هو الدم الذي يلامس الاماكن حيث سجدت جباه الانبياء والمرسلين .
هو الدم المسفوح على المسرى لأجل بوابة السماء ،، ولا حرب تُخاض من اجل السماء الا وقودها الدم الفلسطيني ..
قد يؤلمنا كثيراً الاحياء المحمولين على الاكتاف بزفة تشبه العرس الى حدائق الشهداء ،، ولكن قد تواسينا ابتسامة الشهداء المحمولين على الاعناق لانها آخر ما تبقى من كرامة العرب 
ففي اليمن قبائل عربية تقتل اخرى  وليبيا وسوريا والعراق 
واصحاب البشرة البيضاء يسفكون دم اصحاب البشرة البيضاء من اجل حقول الذرة والشعير وبعض خشاش الارض الذي تتسابق عليه القطط 
اما فلسطين فكل شيء يدعو للكرامة وكل  الكرامة وآخر الكرامة  
ومن اجل كرامتنا واستحقاق قضيتنا  وقداسة ارضنا وصفاء  سمائنا ونقاء حربنا ، لا بدّ من لملمة شتات شعبنا ، وإعادة الحياة فيه فنحن الراحلوان وشعبنا الباقي  والمنتصر .
هنا فخر الفروسية حتى بدون طلقة نار
الكرامة التي بدايتها الارض ونهايتها السماء 
وعلى هذه الارض ما يستحق الحياة 

16/3/2022

البوابة 24