البوابة 24

البوابة 24

الأحمق!

ميسون كحيل
ميسون كحيل

بقلم: ميسون كحيل

يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية ذهبت بعقول البعض بأن أيام ظاهر العمر قد عادت من جديد، قد ألتمس العذر للانسان العادي، لكن أن يصل إلى هذا الحد كتاب كبار، فهذا أمر مثير للاستهجان والغرابة.

إن التهليل والاحتفاء الذي صاحب رفض بعض الأنظمة العربية الرد على اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن، لضبط أسعار النفط وزيادة الانتاج؛ وكأنه الفتح المبين، يشي بأن الحال البائس الذي يحياه المواطن العربي من المحيط للخليج، سيطول أمده، ما دامت النخب العربية تصفق وتهلل لانتصارات وهمية وفارغة.

وفي نفس السياق، تم كذلك التهليل لزيارة رئيس الوزراء البريطاني؛ بوريس جونسون، لدول في الخليج العربي؛ للتخلص من الاعتماد الغربي على الطاقة الروسية، أو كما قال جونسون، "غاز ونفط بوتين؛ الذي يبتزنا به ويفرض علينا الفدية مقابله، نريد الاستقلال."

الحقيقة أن رئيس دولة كبرى؛ يتوجه لدول عربية؛ سعياً لإفلات بلاده والدول الغربية الأخرى؛ من موجة غلاء الأسعار وراحة المواطنين الأوروبيين والاستغناء عن الدب الروسي وتطويقه وحصاره، حتى يحققوا مبتغاهم من كل هذه الأزمة؛ ولتخرج أوروبا بأقل الخسائر الممكنة منها.

فماذا ستحصل هذه الدول من هذا الانجليزي، مقابل طلباته برفع انتاجها من الغاز والنفط؟ لا شيء، ولن يختلف مصيرها عن المصير الذي لاقته قطر من الرئيس الليبي السابق معمر القذافي، فالحادثة كما رواها وزير الخارجية القطري؛ حمد بن جاسم، بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، اتصل ليبلغه بمشكلة فرنسا مع القذافي، ورفضه الافراج عن الممرضات البلغاريات إلا مقابل 480 مليون يورو؛ وأنه قد أقسم يمين بعدم الإفراج عنهم إلا بعد دفع المبلغ كاملاً، وسيتم اعادة المبلغ بعد 72 ساعة، وسأله بن جاسم ما المطلوب؟ فرد ساركوزي أنه لا يستطيع اخراج المبلغ واعادته من فرنسا، بس إذا أنتم!!
ويقول بن جاسم كلمت سيف الاسلام والسنوسي ورئيس الوزراء، وكلهم تعهدوا بعدم صرف الشيك، وأخذ القذافي الشيك وصرفه، ومن ثم بدأت قطر المطالبة بالمال، لأنه مال عام؟!، وكان الهدف حل اشكال بسبب علاقتنا المميزة مع فرنسا!!
ويقول بن جاسم بأن الموضوع كان صعب، ثم اكتشفت أن أبو ظبي وقعت بنفس الأمر، وكأنه انضحك علينا بطريقة غير لائقة.

ربما هذه القضية التي سردها بن جاسم؛ توضح سبب مشاركة الامارات وقطر في قصف ليبيا. إن تلاعب الأنظمة بأموال ومقدرات شعوبها ليأتي رئيس كالقذافي ويوقعها في الفخ فتنتقم من شعب كامل بقصفه، فماذا ستفعل إن وقعت في فخ الانجليزي الأحمق؟

 كاتم الصوت: لقد كان الجيش الأوكراني بقيادة الكتائب الوطنية، يستعد لبدء عملية عسكرية في الدونباس في 25 فبراير 2022. فلاديمير بوتين كان فعليا متقدماً بيوم واحد على خطط كييف والغرب، مما جعل من الممكن اغتنام المبادرة الاستراتيجية! (ادوارد باسورين)

كلام في سرك: القرار وأي قرار في مجمل الأحداث الجارية الآن بيد ( الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا) والبقية مجرد عدد . وأوكرانيا لا تمتلك حق القرار إلا في حالة قبولها بالشروط الروسية وقد تم تجميلها لمساعدة أوكرانيا على اتخاذ القرار. 

رسالة: الاعلام والكتاب أخطر من الصواريخ وصوت الرصاص(أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24