عملية بئر السبع نوعية ومعقدة.. خشية اسرائيلية من تكرارها خلال الفترة المقبلة وبشهر رمضان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فلسطين - خاص البوابة 24

تلقت المؤسسة الأمنية التابعة لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، ضربة قوية، وذلك بعد أن نفذ الأسير المحرر محمد أبو القيعان عملية نوعية مزدوجة (دهس وطعن)، في مدينة بئر السبع، أسفرت عن مقتل 4 إسرائيليين، فيما استشهد المنفذ.

وقد وصفت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، العملية بأنها معقدة وان مثلها لم يحدث منذ فترة طويلة جدا، ولكن السؤال هل ستزداد مثل هذه العمليات في الأيام المقبلة وخصوصا في شهر رمضان المبارك؟

أكد الدكتور ناجي الظاظا، المحلل السياسي، لموقع "البوابة 24"، أن عملية بئر السبع جاءت في سياق التفاعل الكبير الذي أحدثته الهجمة الإستيطانية للاحتلال في مدينة النقب تحديداً، خلال الأشهر الماضية، وأن السكان الفلسطينيين في الداخل المحتل لدهم الشعور المتزايد بعدم الامن وفقدان المستقبل للأجيال المقبلة.

وقال الظاظا: "سكان النقب يتجاوزون 350 ألف نسمة من الفلسطينيين، حيث أن 60% منهم في سن الشباب، فالاحتلال الإسرائيلي يمنعهم من بناء بيوتهم والسكن مع عائلاتهم والعمل، وبالتالي جاءت هذه العملية في سياق الرد الطبيعي للإجراءات الإسرائيلية بالنقب".

وأضاف: "هناك ارتدادات كبيرة لما يقوم به الاحتلال في النقب، والأمور مرجحة للتصاعد اذا كان الاحتلال يتحدث عن ربيع ساخن او رمضان ساخن، وبالتالي يجب أن يدرك أن مستوى التسخين قد بدأ في النقب بهذا المستوى، يعني 4 قتلى في عملية واحد، هذا يعني أن على الاحتلال أن يعيد حساباته من ناحية تشكيل المليشيات المسلحة اليهودية، وسحب كل القرارات التي تؤجج الأوضاع والبحث عن بدائل لها علاقة بتهدئة الأوضاع".

وفي السياق، أوضح المحلل السياسي، أن العملية تأتي في سياق غياب الشرطة الإسرائيلية من المكان الذي تمت فيه، لافتا إلى أن العملية ناجحة بشكل واضح، حيث أن تسجيلات كاميرات المراقبة أظهرت أن أبو القيعان كان يمكنه أن يقوم بأكثر من ذلك ولكن هذا ما توفر في المكان من المستوطنين.

وقال: "القدرة على تنفيذ مثل هذه العملية متاحة في النقب بسبب حالة التداخل الذي يعيشه الفلسطيني مع المستوطنين، وهذا يعني أن هناك فرص لتنفيذ مثل هذه العمليات، كما أن ادخال الشاباك للعمل في هذه المساحة يحتاج الى مهارات جديدة".

وأضاف الظاظا: "شاب كان يعمل مدرساً، وقد أفرج عنه حديثا، يقوم بهذه العملية، هذا يعني أن هناك مشكلة كبيرة لدى الاحتلال الإسرائيلي في التعامل مع هؤلاء الشباب الفلسطينيين الذين يشعرون بالإحباط".

من جانبه، أكد الدكتور عاهد فروانة، المختص في الشأن الإسرائيلي، لموقع "البوابة 24"، أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة صدمة بعد عملية بئر السبع، حيث أنها تمت في وقت كان يركز على سيناريوهات التصعيد، حيث أنهم يخشون بأن يكون هذا التصعيد بصورة أساسية في القدس والضفة مع قرب شهر رمضان، وأنهم يضعون السيناريوهات لمواجهة هذا التصعيد.

وقال فروانة: "عندما تأتي هذه العملية من الداخل الفلسطيني المحتل، والتي تعتبر الأخطر كما وصفوها خلال 30 عاما الماضية، وبالتالي شكلت لديهم كارثة بسبب الفشل الاستخباراتي والأمني لدى الاحتلال الإسرائيلي، حيث أننا نتحدث عن اسير محرر كان معتقلا لدى الاحتلال الإسرائيلي لعدة سنوات، حيث قالوا أنه لم يتم متابعة هذا الأسير بالشكل المناسب، فحاولت الأجهزة الأمنية تقول بأنه لم يكن لديه أي مؤشرات بتنفيذ هذه العملية، لذلك هناك اتهامات متبادلة بين الأجهزة الأمنية لدى دولة الاحتلال في هذا الشأن".

وأضاف: "كما أن هناك فشل سياسي لدى حكومة نفتالي بينت، التي سمحت بإنشاء المليشيات سواء في مدينة بئر السبع او مدينة اللد، وهذه المليشيات من المستوطنين كانت تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل، كما أنها كانت تمارس عمليات تهجير واستيطان ومعاقبة الفلسطينيين في بئر السبع، حيث ان هناك من خرج وقال بأنه إسرائيل ترحب بالمهاجرين الاوكرانيين الى دولة الاحتلال".

وأشار إلى أن هناك حالة من الصدمة والذهول لدى وسائل الاعلام الإسرائيلية من هذه العملية، ويلقون الاتهامات على المستويات السياسية والأمنية، لافتا أن نتائج هذه العملية سيكون لها تبعات كبيرة على دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي السياق، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي، أن الاحتلال الإسرائيلي اذا واصل جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني، فسيكون هناك تكرار لمثل هذه العمليات، حيث أنهم يتحدثون عن نموذج لهذه العملية، منوها في الوقت ذاته إلى أنه في المؤسسة الأمنية الإسرائيلي يخشون من حدوث مثل هذه العملية.

وقال فروانة: "نتائج هذه العملية سيكون لها دورا كبيرا على حث الاخرين في تنفيذ عمليات مشابهة لها، لذلك سيكون ذلك كابوسا على دولة الاحتلال، وبالتالي اذا استمرت الاعتداءات الإسرائيلية سواء في مناطق 48 او في الضفة الغربية، فإن هناك اشعالاً للأوضاع بشكل كبير، وربما سيكون هناك تدهورا للأمور بشكل أكثر، لأن هناك عمليات متواصلة وقد امتدت الى الداخل الفلسطيني المحتل، وهذا ما يخشاه الاحتلال بتوحيد الجبهات كما حدث في السابق".

المختص في الشأن الأمني والعسكري، اللواء واصف عريقات، أكد بدوره لموقع "البوابة 24"، أن عملية بئر السبع جاءت دفاعا عن النفس بشكل أساسي، وردا على الاعتداءات الإسرائيلية على مدينة النقب والمقدسات وعلى الشعب الفلسطيني، حيث كان هناك شهداء في الآونة الأخرة، وكان اخرها شهيد في مدينة النقب.

وقال عريقات: "ما جرى في تجريف للأراضي من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والاعتداءات المستمرة من المستوطنين، وبالتالي كان هناك دوافع متعددة لأن يقوم الشهيد محمد أبو القيعان بمثل هذه العملية، لا سيما أن الاجرام الاحتلال بلغ الزبى ولم يعد يحتمل من قبل الشعب الفلسطيني".

وفي السياق، أوضح عريقات، أن عملية بئر السبع معقدة من عدة جوانب، أولا أن العيون الأمنية والاستخبارية الإسرائيلية كانت تتجه نحو الضفة الغربية والقدس، وثانيا أن منطقة بئر السبع تعتبر مؤمنة بشكل كبير ولم يتوقع الاحتلال أن تحدث مثل هذه العملية، وثالثا أن الموقع الذي وقعت فيه العملية مسيطر عليه ومربع امني واستخباري، فهو وسط بئر السبع، وبالتالي جرأة الشاب جعلته ينفذ عملية مزدوجة وهي دهس وطعن.

وأشار المختص في الشأن العسكري والأمني، إلى أن مثل هذه العمليات ستكون نموذجا يحتذى به من قبل الشباب الفلسطيني في المستقبل، منوها في الوقت ذاته إلى أن مثل هذه العمليات مرتبطة بوجود الاحتلال وممارساته، وبالتالي ستستمر طالما الاحتلال واعتداءات مستمرة. 

البوابة 24