اجتماع حركتي حماس والجهاد الاسلامي.. دلالاته وقرارات مرتقبة لتصعيد الوضع الميداني مع الاحتلال

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فلسطين - خاص البوابة 24

أجرت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي، أمس الاثنين، سلسلة اجتماعات في كافة محافظات قطاع غزة الخمسة، وذلك بمشاركة القادة السياسيين والعسكريين للحركتين، حيث اتخذوا العديد من القرارات التي تتعلق بالأوضاع الفلسطينية.

ولكن ما قيمة هذه اللقاءات في هذا الوقت بالذات، خاصة أنها جاءت في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المواطنين الفلسطينيين في القدس والاقصى؟

أكد مصطفى الصواف، المحلل السياسي لموقع "البوابة 24"، أن اللقاء جاء متأخراً كثيرا، حيث كان من المفترض أن يعقد من قبل، لافتا إلى أنه بالرغم من ذلك فإنه خطوة جيدة باتجاه توحيد الموقف خاصة بين قوى المقاومة ذات التوجه الإسلامي.

وقال الصواف: "حماس والجهاد الإسلامي يكملان بعضهما البعض، وهذه خطوة جيدة، حيث التقت قيادة حركة حماس مع قيادة الجهاد الإسلامي في كافة المحافظات، من أجل الوصول الى خطوة تعزز الموقف الفلسطيني".

في السياق ذاته، أكد المحلل السياسي، أن اللقاءات التي تمت على المستويين السياسي والعسكري، لا تعني أن هناك تصعيداً سيكون من قبل الحركتين، ولكننا بحاجة الى توحيد الصفوف، وقد يكون هناك قرارا يتم الاجماع عليه بين حماس والجهاد وباقي القوى الفلسطيني كما يحدث في غرفة العمليات المشتركة".

من جانبه، أكد حسن عبدو، المحلل السياسي لموقع "البوابة 24"، أن هناك قرارات استراتيجية من اعلى المستويات القيادية في حماس والجهاد الإسلامي، للتقارب والخروج من مرحلة التنسيق المشترك الى مرحلة التعاون الكامل والمتكامل.

وقال: "هذه الاجتماعات هي تجسيد لهذا الموقف، بمعنى أن الحركتين أصبحتا في خندق واحد في مواجهة الاحتلال ولا نصر الا بالوحدة، فاليوم نتطلع ليس فقط بالتقارب مع حماس وانما لوحدة العمل الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي ".

وفي السياق ذاته، أكد عبدو، أن التنسيق العسكري الكامل بين حركتي حماس والجهاد الإسلامي ليس جديداً، لافتا إلى أن مواجهة سيف القدس كانت نموذجا للتعاون المشترك في الميدان والتواصل والتنسيق على كافة المستويات العسكرية من خلال الغرفة المشتركة.

 وقال: "رفع مستوى العلاقة والتنسيق والتعاون، ما تعمل عليه الحركتان، حيث أن الاجتماعات التي جرت في المحافظات الخمسة، بمشاركة كل محافظة وإقليم، هي لتأكيد هذا المفهوم والتقارب، حيث يتجسد على الأرض لليس في غزة فقط وانما في 48 والضفة والقدس والشتات".

بدوره، أكد هاني العقاد، المحلل السياسي لموقع "البوابة 24"، أن اجتماع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، جاء لأن هناك استشعار باحتمالية التصعيد على الساحة الفلسطينية خاصة في القدس والضفة الغربية بمناسبة شهر رمضان المبارك واصرار المستوطنين الإسرائيليين على استفزاز المصلين في المسجد الأقصى واداء صلواتهم التلمودية، لافتا إلى أن ان المشهد سيرتبك بشكل حتمي.

وقال العقاد: "اسرائيل بعد عملية الخضيرة الأخيرة، باتت تتهم حماس والجهاد الإسلامي، أنهم قد يقوموا بعمليات مشابهة في الضفة الغربية والقدس، حيث أن كافة الاجهزة الامنية الاسرائيلية تحذر بأن عدوى هذه العمليات سوف تأخذ واقعاً جديداً في رمضان ما يمكن ان يلهب معه المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948".

وأضاف: "اسرائيل تحذر ايضا بأنها قد تقدم على عملية أمنية واسعة في مناطق 1948 وحتى الضفة الغربية لاعتقال نشطاء اسلاميين واجتثاث خلايا تخطط لتنفيذ عمليات عسكرية ضد الشرطة وجيش الاحتلال".

وأوضح المحلل السياسي، أن حركتا حماس والجهاد الإسلامي تستشعران بأنهما قد تكونا هدفاً لعمليات رد فعل من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي والشاباك، مشيرا إلى أن هناك خشية بأن تتدحرج الامور في الضفة الغربية والقدس الى مواجهة عسكرية مع غزة، خاصة بأن المشهد في غزة مجمد، والتسهيلات التي تقدم الى غزة، من تصاريح العمل، لن تحل ازمات القطاع مع بقاء ملف اعادة الاعمار مجمداً ولا تقدم على مسار صفقة أسري جديدة.

وقال العقاد: "حركتا الجهاد الاسلامي وحماس عقدتا اجتماعاً على كافة الاصعدة والمستويات الامنية والسياسية، من اجل وضع خطة عمل مشتركة مع كافة الفصائل الفلسطينية للاستعداد الى تأزم المشهد وتصاعد المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي الايام والاسابيع القادمة".

البوابة 24