هل نحن على أعتاب رمضان مُشتعل؟

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

فلسطين - خاص البوابة 24

ثلاث عمليات اطلاق نار وقعت خلال الأسبوع الجاري في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أوقعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في صدمة كبيرة، والتي أثبتت الإخفاقات لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، حيث أسفرت هذه العمليات الثلاث عن مقتل 11 إسرائيلياً بينهم عناصر من الشرطة.

الصحفي الإسرائيلي، تساحي دابوش مراسل إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أكد أن وقوع عمليات اطلاق النار الثلاثة خلال أسبوع واحد، يعتبر بمثابة انتفاضة، فالسؤال هل فعلا وصلت الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 الى حالة انتفاضة، ردا على استمرار انتهاكات الاحتلال؟

أكد مصطفى إبراهيم، المحلل السياسي، لموقع "البوابة 24"، أن إسرائيل تحذر منذ سنوات من انتفاضة فلسطينية ثالثة، وأن الحديث الان ليس الحديث عن انتفاضة بقدر الخوف من اشتعال الضفة الغربية، وخاصة على اعتاب شهر رمضان، لذلك كان هناك العديد من الزيارات للوفود، والتي كانت اخرها زيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الى مدينة رام الله ولقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، من أجل الضغط لعدم اشعال المنطقة.

وقال إبراهيم: "التحذيرات التي انطلقت من المسؤولين في حكومة الاحتلال وقادة الأجهزة الأمنية الذين زاروا الولايات المتحدة وتحدثوا عن إمكانية تصاعد الأوضاع والاحداث الميدانية، وبالتالي الجميع يحذر من اندلاع أحداث كما حدث في العام الماضي من هبة الشيخ جراح والضفة الغربية".

وأضاف: "جاءت هذه العمليات في النقب والخضيرة وحي بني براك، لتزيد شكوك الإسرائيليين وخوفهم من ان الفلسطينيين قد يشعلون المنطقة، ونسبت دولة الاحتلال ان ممارساتها وجرائمها اليومية بداية من اغتيال الشهداء الثلاثة في نابلس، والحصار المفروض على قطاع غزة والاعتداءات على المسجد الأقصى والقدس، وبالتالي هذه كلها كفيلة بأن يكون هناك مقاومة فلسطينية مستمرة بسياقاتها الطبيعية، لذلك فإن إسرائيل تخشى من اندلاع انتفاضة".
وأشار المحلل السياسي، إلى أن اندلاع الانتفاضة مرتبط بسياسات الاحتلال وسلوكه، لافتا إلى أن معظم الأحداث التي وقعت الأيام الماضية، حدثت من اشخاص وليس من تنظيمات فلسطينية هي من قادت العمليات.

وقال: "في المقابل هناك عدة عوامل تمنع اندلاع الانتفاضة الثالثة، منها السياسات التي تتبعها السلطة والأجهزة الأمنية في الضفة الغربية ضد بعض الفصائل، ولكن لا احد يستطيع ان يتوقع متى ستندلع الانتفاضة، حيث أن المقاومة الفلسطينية مستمرة ليست بالشكل المطلوب وهذا بتطلب من الفلسطينيين استعادة الوحدة والثقة لمواجهة الاحتلال".

من جانبه، استبعد الدكتور عماد البشتاوي، رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، لموقع "البوابة 24"، أن يكون هناك انتفاضة ثالثة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، لافتا إلى ان المؤشرات الأولية لا توحي بذلك وانما لعمليات فردية حتى لو كانت بإيعاز أو ضوء اخضر من هنا او من هناك.

وقال البشتاوي: "التنظيمات الفلسطينية وخاصة حركتي فتح و حماس، ليست معنية بجر الأوضاع الحالية الى انتفاضة شاملة، وانما ما حدث هو نوع من تحريك المياه الساكنة والراكدة ولكنها ليس معنية بوصول الأمور الى حالة الانفجار".

وفي السياق، أكد رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، أن التنظيمات الفلسطينية الفاعلة في الشارع الفلسطيني، قادرة على أن تقود انتفاضة او تديرها، اما اذا كان هناك عمليات فردية فإنه عبارة عن قرار فردي، اما الانتفاضة فتنبع من قرار وطني وقيادي. 

اما المختص في الشأن العسكري، اللواء واصف عريقات، فقد أكد أن عوامل التفجير والانتفاضة موجودة، من إجراءات تعسفية لجيش الاحتلال ومصادرة الأراضي والاستيطان والاغتيالات وكل ما ترتكبه من جرائم ضد الشعب الفلسطيني، بالإضافة الى تهميش القضية الفلسطينية والغاؤها، وبالتالي هذه كلها عوامل تفجير.

وقال عريقات: "ما يجري الان من عمليات تراكم انفجار الغضب، وبالتالي اذا ما تفجر هذا الغضب الكامل لدى الشعب الفلسطيني، فسيكون هناك انتفاضة جماهيرية، وبالتأكيد اذا ما استمرت اسرائيل في عدوانها واعتداءاتها وإدارة ظهرها للقضية الفلسطينية وللحقوق الفلسطينية، فإن ذلك لا يمنع من أن تستمر هذه الهبة الجماهيرية وتتصاعد وتتدحرج لانتفاضة شاملة".

وحول ما اذا كان قطاع غزة والضفة الغربية ستشاركان في هذه الانتفاضة، أكد عريقات ان الشعب الفلسطيني واحد وعذاباته واحدة وبالتالي ستكون مقاومته واحدة، وخير مثال على ذلك ما حدث في معركة سيف القدس التي حدثت العام الماضي، وبالتالي الشعب الفلسطيني يدرك ان السلاح الأقوى بيده هو الوحدة الوطنية ويجب ان يستثمره.

البوابة 24