طريق موسكو -كييف ( 2 )

 رؤية جهاد عودة

ما الذي كشفته الأيام السابقة ؟ 
يعتقد بعض المتابعون ان العملية العسكرية الروسية انتهت او تراجعت ! رغم إستمرار الجيش الروسي في إستكمال خطته العسكرية بالسيطرة على المنطقة الشرقية والشرقية الجنوبية من أوكرانيا وقد اصبحت تقريبا بيد أصدقاء روسيا في اوكرانيا بإشراف الجيش الروسي وسيطرة كاملة على جزيرة القرم. وعلى مستوى البنية العسكرية الأوكرانية فلم يعد للقوات العسكرية الأوكرانية ما يمكنها من مواصلة القتال و لو أرادت روسيا الدخول الى كييف لفعلت لكنها التزمت بوعودها للجانب والوسيط التركي بعدم الدخول إلى كييف والإكتفاء بإعادة انتشار الجيش الروسي بعيدا عن العاصمة الأوكرانية دون فرض اي شروط للخطة العسكرية الروسية في المنطقة الشرقية والشرقية الجنوبية. من جهة ثانية فقد عملت الولايات المتحدة الأمريكية على إفشال الدور التركي لإطالة أمد الحرب من خلال الدعم العسكري واللوجيستي للقوات الأوكرانية كما ساهمت بشكل مباشر بتعطيل المفاوضات الجارية بين الجانبين الروسي والأوكراني.

 الأن وفي السر تقريبا تجري مفاوضات بين دول اوروبية والولايات المتحدة الأمريكية و هذه الدول ترى أنها لا تستطيع الإلتزام بالعقوبات لا بل تدعو بعض هذه الدول الى الموافقة على التعامل بالروبل الروسي بينما تمارس الولايات المتحدة الأمريكية الضغوط على هذه الدول لعدم الانصياع للشروط الروسية من اجل الوصول الى مرحلة لا تستطيع فيها روسيا ان تصمد أمام العقوبات ودفعها الثمن بسبب عمليتها العسكرية وهو السبب المعلن لكنه ليس حقيقيا. و اعلنت بعض الدول الأوروبية عدم قدرتها على الإلتزام بالعقوبات المفروضة على روسيا ودول اخرى المحت الى ان التعامل بالروبل لا يعتبر خروج عن تنفيذ العقوبات. وواضح هنا ان عدد من الدول الإوروبية بدأت تعاني اقتصاديا أكثر من روسيا التي تستهدفها العقوبات بشكل مباشر.
على المستوى الإقتصادي فإن روسيا حتى الأن تفرض سياستها الإقتصادية كما تريد ، وعلى المستوى العسكري فقد كثفت ضرباتها لما تبقى من البنية العسكرية الأوكرانية و سياسيا فلا تزال روسيا تحافظ على علاقاتها مع عدد من الدول ولم تخسر إلا الباكستان بالمجهود الأمريكي الذي استطاع وبمساعدة من الداخل الباكستاني الى إسقاط حكومة عمران خان ولكن ما لا تدركه الولايات المتحدة الأمريكية وان نجحت في إسقاط عمران بسبب طريق الحرير ( الممر الإقتصادي الصيني الباكستاني) فإن الباكستان لن تتجاوز الحدود في اتخاذ مواقف تستهدف فيها روسيا. وسيشعر بايدن بالإحباط عندما يرى ان خطته فشلت وسيفشل هو قريبا اكثر وقد يصل الأمر إلى ان تفشل الولايات المتحدة الأمريكية في العودة لمكانتها الطبيعية القائمة قبل بدء العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا.

البوابة 24