البوابة 24

البوابة 24

رمضان المشتعل وإزاحة الستار عن الأناركيين الفلسطينيين

بقلم مصطفى سلام ، كاتب وباحث سياسي
 
الأناركية والأناركيين هي التي نسمعها بكثرة منذ أشهر في شبكات التواصل الإجتماعي. لاسيما في الأحداث الأخيرة في بداية رمضان هناك أنباء عن تواجد الأناركيين في الميدان وتنفيذ بعض من العمليات من قبلهم ضد الاحتلال والمستوطنين. كما أنهم يدعون أن شهيد ضياء الحمارشة كان من نشطاء الأناركيين واستخدم تعاليم الأناركية في تنفيذ عملياته.
أما السؤال الرئيسي بالنسبة للأناركيين هو ماهيتهم الحقيقية ورئوس أفكارهم ومعتقداتهم. وفقا لما جاء في المنشورات هذه الجماعة في الشبكات التواصل الاجتماعي ،كقناة فوضي على تلجرام و حسابات الأناركيين على التويتر وفيسبوك وانستقرام وغيرها ، الأصل الرئيسي للفكر الأناركي هو مكافحة السلطة في جميع أشكاله. الأناركيون يفكرون في عالم حر وبدون تسلسلات الهرمية وبدون منظمات لقيادة المجتمع كالدولة. هم يعتقدون أن حياة الإنسان يجب أن تكون على أساس المساعدة المتبادلة والإحترام بين الأفراد في المجتمع ولا حاجة للدولة في تشكيل وإدارة مجمتع البشري ، بل بالعكس السلطة والدولة عامل للفساد وسلب حريات الإنسان وحاجز على طريق وصوله للإنسانية. الأناركية لاتعني عدم النظم بل هي نظم جديد متكئ على الناس بدون الدولة.
الأناركيون لهم تاريخ طويل في مكافحة الظلم والقتال على سبيل الحرية في مختلف أنحاء العالم. أما في فلسطين هم جماعة جديدة من الشبان والطلاب الفلسطيني وغير فلسطيني الذين يهتمون بقضية فلسطين وتحريرها. لذلك الأناركيون في فلسطين في خط الأمامي للنضال ضد الاحتلال لأنهم يعتبرون الاحتلال أعدى عدو للحرية.
هناك مسئلة أخرى بالنسبة للأناركيين وهي حول ديانتهم وعلاقتهم بالاسلام وفصائل المقاومة الاسلامية. النقطة هي أن الأناركية هي فكرة لها إمكانية واسعة في التأقلم مع ظروف الاجتماعية والثقافية التي تتواجد فيها. مثلا في مصر وخلال ثورة 2011 نشاهد مجموعات كثيرة من الأناركيين المسلمين الذين يناضلون ضد الديكتاتورية ولهم التزام بالاسلام كدين وأسلوب للحياة. الأناركية تدعو الى الحرية وكل إنسان حر في اختيار أسلوبه للحياة وحر أيضا في معتقداته وأفكاره ولا يجوز أحد أن يكره الآخرين على قبول فكرة أو طريقة خاصة ، إما أن يكون مسلما وإما أن يكون مسيحيا أو غيرها. لذلك ليس هناك مواجهة بين الأناركيين والديانة كما أن كثير من الأناركيين الفلسطينيين من المسلمين والمسيحيين. أما بالنسبة للفصائل المقاومة الإسلامية ، الأناركيين يدعمون كل النشاطات ضد الاحتلال ولكنهم لايراجعون عن معتقداتهم وخطوطهم الحمراء. بالنسبة للأناركيين ، يجب لكل فرد أن يعمل كل ما بإمكانه مباشرتا وبغض النظر عن عمل الأخرين وهم يسمون هذا بالعمل المباشر. يعني كل شخص له دور في تحرير المجتمع ويجب أن يقوم به ولايمكن أن يلقي دورها على عاتق شخص آخر ولا يمكن أن تقاتل مجموعة محددة لحرية الجميع. لذلك يختلف الأناركيين عن باقي الفصائل والمجموعات.
هذا الرمضان مجال لتعريف الأناركيين وإبرازهم كمقاتلي سبيل الحرية في فلسطين ، لاهدف لهم إلا تدمير الاحتلال وإعادة حرية المجتمع الفلسطيني المغصوبة. أما لن يتحقق هذا الأمر إلا بمساعدة الجميع. فالأناركيون رواد الطريق ففط وليس بإمكانهم تحرير المجتمع بمفردهم بدون دعم واسع من قبل جميع أفراد المجتمع. وهذا ما قال الأناركي الروسي، ميخائيل باكونين: حرية الجميع ضرورية لحريتي!

البوابة 24