البوابة 24

البوابة 24

الصمت لم يعد ممكناً! 

بقلم: ميسون كحيل

تابعنا مؤخراً استقالة مميزة، ويقال إنها استقالة قد أجبر صاحبها على إعلانها بعد توصية من الرئيس عبر رسالة شفهية وصلت مع شخصية فلسطينية مقربة من الرئيس أيضاً!؟ وهذه الإستقالة لشخصية فلسطينية قيادية لم يُحترم فيها سنه، ولم يشفع له تاريخه الوطني، ولم يعط لمناصبه النضالية السابقة أي إعتبار . والملفت للنظر أن الرسالة الشفهية لم يرفق معها أسباب طلب الإستقالة! وهنا لا أدافع عنه بقدر ما انتقد الأسلوب!

من جهة أخرى، وفي نفس اليوم أيضاً يصدر قرار رئاسي بتعيين رئيس بلدية سابق لم يتمكن من الإستمرار لفترة جديدة في منصبه رغم محاولاته، و قرر عدم ترشيح نفسه في الانتخابات التي تمت مؤخراً بسبب فشله و الهبوط الحاد في شعبيته ليفاجأ الشارع بتعيينه بمرتبة سفير؛ رغم أنه لا يمتلك أي مراحل نضالية سابقة، ولا تاريخ وطني يمكن من خلاله أن يقال أنه قدم دور مميز، وبتجاهل تام لمن هم أحق لا بل أن هناك توصيات عدة لعدد من المناضلين الأكفاء وممن لهم تاريخ نضالي طويل لأجل الإستفادة منهم ومن دورهم الوطني لم يؤخذ بها، ولم تعط إهتماما حتى باتت الناس تذكر بأن حسابات الترقيات والامتيازات ليس لها علاقة بالكفاءة والتضحية والنضال والصفات القيادية، ولا حتى بالتصدي  وبأجسادنا وأولادنا لكل من يتطاول على قيادتنا وعلى رأس الشرعية. ثم تخرج علينا بنود جديدة تحت مسمى ترضيات لأشخاص يتم تعيينهم بكتاب يدخل مكتب الرئيس و يوقع سريعاً لأنه كتاب يحمله شخصية معينة لا تُرد! مع غياب كامل لباقي قيادات الوطن وصمتهم المريب! 

ويتساءل الشارع كيف يمكن أن القناعة في ظل إدعاءات السلطة بضيق الوضع الإقتصادي والمالي للسلطة وعدم الوفاء برواتب الموظفين في اللحظة التي تتم فيها التعيينات للأحباب وعظام الرقبة وأتباع حامل الكتب!!

بصراحة و وضوح ولأننا حريصين على الشرعية، وعلى السلطة وعلى حركة فتح لا بد من نقل الصورة الحقيقية؛ إذ لا يعقل أن يتم الإستمرار في هضم حقوق المناضلين والشرفاء الوطنيين ممن قدموا الغالي والنفيس دون مقابل، ولا يمكن القبول بتهميش كل من له تاريخ وطني ونضالي وقادر على العطاء في سبيل تفضيل شخص من هنا أو قريب من هناك، وعليه لا بد أن يكون للقيادة الفلسطينية نظرة واقعية لقراراتها وسلوكياتها، فالوقت ليس في صالح القضية الفلسطينية واختزال عمل السلطة في خانة العمل الإجتماعي والخدماتي والتعيينات والترضيات التي ليس لها معنى أمر ليس في صالح أحد والصمت لم يعد ممكناً!

كاتم الصوت: مصير القضية لا يحدده شخصان أو ثلاثة فللوطن أبناءه، أين اللجنة المركزية لحركة فتح وأين بقية اللجان من هذه المهزلة؟

كلام في سرك: أكثر من شخصية نضالية و وطنية من الشباب الفلسطيني المتمكن، لم يقبل بتعيينهم رغم المطالبات والتوصيات، ( لا تعيينات إلا لمن .....  )!؟

رسالة: اختياراتك ، وقرارات توصياتك للرئيس، وبقاءك واستمرارك ، بدون معايير، صندوقك في يوم ما سيفقد اسمه. ( أحتفظ بالإسم).

البوابة 24