فلسطين - البوابة 24
طرح اليمين الإسرائيلي بقيادة حزب الليكود فكرة تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا تمهيدًا لتهويد المسجد، وذلك عن طريق تكريس سياسة اقتحامه والاعتداء على المرابطين داخله، حيث يشمل المخطط الصهيوني فرض تقسيم ساحات الأقصى زمانيًا بين الفلسطينيين والمحتلين الإسرائيليين في غير أوقات الصلاة، وهي تعتبر مرحلة أولية يتبعها تقسيم مكاني، ثم السيطرة الكاملة عليه فيما بعد،وتغيير هويته بتأسيس ما يطلق عليه الاحتلال الإسرائيلي "الهيكل الثالث" مكان قبة الصخرة.
التقسيم الزماني
يهدف المشروع الإسرائيلي إلى تقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين والإسرائيلين، وذلك من خلال شقّين هما: التقسيم الزماني والتقسيم المكاني، وهو ما بدأت إسرائيل في تنفيذه بالفعل.
التقسيم الزماني يهدف إلى تحديد أوقات معينة لدخول المسلمين المسجد الأقصى وأخرى لدخول الإسرائيليين، وذلك من خلال تقسيم ساعات اليوم وأيام الأسبوع والسنة بين الإسرائيليين والمسلمين.
يرى المحتل الإسرائيلي أنه يجب على المسلمين مغادرة المسجد الأقصى من الساعة 07:30 حتى 11:00 صباحًا، وفي فترة الظهيرة من الساعة 1:30 حتى 2:30، وفترة ثالثة بعد العصر، على أن يتم تخصيص هذه الأوقات لليهود.
يتمّ تخصيص المسجد الأقصى لليهود خلال أعيادهم، أي حوالي 100 يوم في السنة، إضافة إلى أيام السبت، وهو ما يجعل مجموع الأيام المخصصة لليهود هو 150 يوما في السنة، مع حذر رفع الآذان خلال أعياد اليهود.
التقسيم المكاني
يشير التقسيم المكاني إلى تخصيص أماكن معينة داخل المسجد الأقصى للمسلمين واليهود، حيث يهدف إلى تخصيص مساحات من المسجد الأقصى يقتطعها الكيان الصهيوني ليحوّلوها إلى كنائس يهودية لأداء صلواتهم فيها.
وخلال الفترة الماضية، قام المحتل الإسرائيلي بوضع طرق ومسارات خاصة باليهود تمهيدًا للتقسيم المكاني، الذي يتضمن بسط السيطرة بالقوة على كل الساحات الخارجية للمسجد الأقصى.
تخصيص الأماكن المسقوفة مثل مصلّى قبة الصخرة والمصلى المرواني للمسلمين، وهو ما يسمح لمخطّطات اليهود بناء الكنيس اليهودي والهيكل.
وثيقة وخارطة
ـفي 22 أكتوبر 2013: أعلنت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن وثيقة وخارطة "لقونَنة" تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانياً بكافة تفاصيلها، قام بإعدادها ناشطون من حزب الليكود يتزعّمهم موشيه فيجلين نائب رئيس الكنيست آنذاك.
يتضمن المُقترح المرفق بخارطة اسم "مشروع قانون ونُظم للمحافظة على جبل الهيكل مكانا مقدّسا"، ويشير إلى أن الجامع القبلي المسقوف هو فقط المسجد الأقصى، ويقتطع منه الجزء الموجود في أقصى الجهة الجنوبية خلف المحراب الجنوبي "منطقة الزاوية الخنثنية".
ويشير المقترَح إلى أن كل مساحة صحن قبّة الصخرة والجهة الشرقية منه مقدّس يهودي خالص، بينما خصص خُمس مساحة المسجد للصّلوات اليهودية بالأدوات المقدّسة أحيانا فردية وأخرى جماعية.
كما حدد المقترح أوقات الصلوات اليهودية الصامتة فيها، مع احتمالية زيادة الأوقات والمساحات المخصصة لليهود، خاصةً أيام الجمعة والسبت والأعياد والمواسم اليهودية، وإمكانية اقتحام ودخول اليهود للمسجد الأقصى من جميع الأبواب وفي جميع الأوقات.
منح المقترح المفوّض صلاحية تحديد أوقات ومساحات في المسجد الأقصى لدخول اليهود فقط، كما يحتوي على مجموعة من المحظورات والممنوعات من أعمال الترميم والصيانة للمسجد الأقصى إلا بإذن من المُفوّض، ويمنع الاعتكاف في المسجد الأقصى.
الصلوات اليهودية
يفصل المقترَح الصهيوني توزيع الأوقات وطريق تخصص الصلوات اليهودية على النحو التالي:
- الصلوات الفردية: يقوم بها فرد واحد فقط بصوت منخفضٍ يُسمع نفسه بشفتيه من دون أن يحمل الكتب والأدوات المقدّسة.
- تقام كل صباح صلاة الافتتاح الصباحية (شحاريت) بعد فتح أبواب المسجد لليهود، ولمدّة ساعة كاملة يوميًا في ساعات بعد الظهر قبل إغلاق الجبل لأداء صلاة الإغلاق (منحه).
- الصلوات الجماعية: صلوات لعشرة أفراد أو أكثر، يُسمح خلالها باستعمال التوراة والكتب والأدوات المقدسة أيام الإثنين والخميس والسبت من كل أسبوع، واليوم الأول من كل شهر عبري، وفي الأعياد والمواسم اليهودية.
- تؤدى الصلوات الجماعية يوميًا لمدة ساعة بعد الافتتاح (شحاريت)، ونصف ساعة قبل الإغلاق (منحه) في أيام السّبت والمواسم، مع تخصيص ساعتان ونصف للصلاة الصباحية الجماعية، أما في رأس السنة العبرية ويوم الغفران فتخصّص 4 ساعات للصلاة الصباحية الجماعية، وتخصّص ساعتان ونصف الساعة يوم الغفران لصلاة (منحه) في المساحة المخصّصة.
- يمكن القيام بنصب مؤقت لصفائح وخيم وكراسٍ وطاولات لقراءة التوراة والخزانة المقدّسة الملفوفة.
- لا يسمَح بأيّ نشاط معارض يهدّد سلامة الموجودين في الموقع خلال أوقات الصلاة أو بمحاذاتها.
- المواسم الإسرائيلية: الأيام التي توافق فيها الأعياد ومواسم الصيام لدى اليهود.
- يخصص وزير الأديان مسؤول عن تنفيذ البنود المذكورة، مع إمكانية إضافة موظفين حسب الحاجة، بالتنسيق مع الجهات المختصّة.
السياق التاريخي
- يونيو 1967: بدأت الإجراءات الفعلية للاحتلاللتقسيم المسجد الأقصى، وذلك بعدما هدم جيش الاحتلال حينها حي المغاربة واستولى على باب المغاربة بدواع أمنية جاعلًا منه مدخلا للجنود والمستوطنين إلى ساحات المسجد.
- عام 1969: قام متطرف مسيحي أسترالي بإضرام النار في المسجد الأقصى.
- بدأ الاحتلال الإسرائيلي منذ ذلك الوقت حفرياته تحت المسجد الأقصى بزعم البحث عن آثار الهيكل الثاني.
- اقتحام الجنرال الإسرائيلي مردخاي جور المسجد مع جنوده، ورفع العلم الإسرائيلي على قبة الصخرة، وحرق المصاحف ومنع الصلاة فيه، كما صادر مفاتيح أبواب المسجد وأغلقه أسبوعاً كاملا.
- تمت إعادت المفاتيح إلى الأوقاف الأردنية التي تولت شؤون المسجد، باستثناء مفتاح باب المغاربة المخصص حالياً لاقتحامات المستوطنين.
- حددت المملكة فترتين لدخول السياح الأجانب إلى المسجد.
- عام 1976: أقرت قاضية في المحكمة المركزية الإسرائيلية بحق اليهود في الصلاة داخل الحرم.
- عام 1981: قام أفراد من حركة "أمناء جبل الهيكل" باقتحام المسجد وهم يرفعون العلم الإسرائيلي ويحملون كتب التوراة.
- عام 1986: قرر مجموعة من الحاخامات بصورة نهائية السماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى.
- عام 1989: سمحت الشرطة الإسرائيلية رسميًا -وللمرة الأولى- بإقامة صلوات للمتدينين اليهود على أبوابه.
- عام 1990: أمر الحاخام لوبافيتشير مناحم شنيرسون أتباعه بإقامة احتفالات في الحرم، بينما كانت جماعة "مؤمنو جبل الهيكل" تخطط لوضع حجر الأساس لبناء "الهيكل الثالث".
انتفاضة الأقصى
- سبتمبر 2000: بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، أصبحت إسرائيل تتحكم منفردة في حركة الدخول والخروج إلى المسجد الأقصلا ضمن الوقتين المذكورين.
- تصر إسرائيل على استمرار اقتحامات المستوطنين واعتداءات الجيش على المصلى القبلي.
- سمحت الحكومة الإسرائيلية لما لا يزيد عن 3 يهود متدينين بزيارة الحرم في وقت واحد.
- عام 2003: زادت إسرائيل هذا العدد إلى أكثر من 50.
- عام 2009: زار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إسحاق أهارونفيتش، من حزب إسرائيل بيتنا اليميني، الحرم.
لجنة خاصة
- يونيو 2013: عقدت جمعية "عير عميم" بالتعاون مع "مركز حماية الديمقراطية" مؤتمرًا يهوديًا أجمع فيه المتحدّثون على "حقّهم" في الصلاة في المسجد الأقصى.
- اقترح أحد الحاخامات البارزين إنشاء لجنة خاصة تبحث في سبل وطرق ووسائل التقسيم الزماني والمكاني للحرم القدسي الشريف بين المسلمين واليهود.
- عام 2014: قدم نواب متطرفون للكنيست مشروع قانون يتعلق بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد.
منحى جديد
- 30 أكتوبر 2014: أخذ التقسيم منحى جديد، حيث أغلقت قوات الاحتلال لأول مرة بوابات المسجد الأقصى تماما أمام المصلين.
- 17 سبتمبر 2015: أصدرت إسرائيل قانونًا اعتبرت فيه المرابطين في المسجد الشريف "إرهابيين" ويحاكمون في محاكمها بهذه التهمة.
- عام 2015: فرضت إسرائيل قيودًا تمنع دخول النساء إلى المسجد في الفترات المخصصة لاقتحامات المستوطنين، فكما تم إبعاد مصلين بأوامر شرطية، ومنعهم من دخوله لفترات.
"عين على الأقصى"
- 18 سبتمبر 2018: أصدرت "مؤسّسة القدس الدولية" تقريرا بعنوان "عين على الأقصى"، وهو ما كشف عن سعي إسرائيل إلى استبدال المكوّن البشري الإسلامي، من مُرابطين ومصلّين ومعتكفين، بالمكون الاستيطاني اليهودي، تمهيدًا للتقسيم المكاني لأجزاء من باحات المسجد.
- كشف التقرير عن ارتفاع نسبة المُقتحمين للمسجد الأقصى من قِبَل مستوطنين والأمن الإسرائيلي والطلاب اليهود، بنسبة 40.3% مقارنة بعام 2017.
- عام 2018: قرر بنيامين نتنياهو رفع الحظر الذي سبق أن فرضته الحكومة الإسرائيلية على أعضاء الكنيست لزيارة الحرم.
المسجد الإبراهيمي
بعد المجزرة التي ارتكبها المستوطن الإسرائيلي باروخ غولدشتاين بحق المصلين في صلاة فجر 25 فبراير 1994، أقرت لجنة عسكرية إسرائيلية اقتطاع أكثر من نصف المسجد وتخصيصه للمستوطنين وإغلاقه تماما أمام المسلمين أثناء الأعياد اليهودية.