همزات الشياطين

بقلم: عزيز الكحلوت 
تصفد الشياطين في شهر رمضان و تكثر معه مشاكل الناس و شجار العائلات و لم ينته الكذابون و المحتكرون و غيرهم من النفسيات المريضة التي تجد من رمضان مرتعا للانتشار.
قُتل مواطنان قبل ايام مضت في يطا جنوب الخليل و اصيب شرطي اصابات متوسطة اثناء تأمين منازل المواطنين على اثر شجار عائلي، كما و قتلت مرأة خمسينية في غزة في شجار عائلي بداية شهر رمضان علما بان بدايته تتصف بالرحمة فهل من الرحمة ان يقتل الاخ اخاه.
القتل اكبر الجرائم و عقابه شديد عند الله و قد أغلظ الله عز و جل عقوبة القاتل و حيث لا تعادلها اي عقوبة في القران فقال تعالى ( و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و اعد له عذابا عظيما) النساء 93 و بما ان المجتمع يغلب عليه الطابع الديني فما الذي يحدث في رمضان بعد تصفيد الشياطين و ما الدافع الذي يجعل الناس تقترف مثل هذه الجريمة في شهر الرحمة.
الاحتكارو التجار، فما ان بدأ الشهر الفضيل حتى بدأ التجار في خطة سير اسعار بضاعة رمضان فمنهم من احتكر الحلاوة و منهم اوقف توزيع حلويات العيدو منهم من استغل اسعار الدجاج فاصبح الدجاج في غير متناول الناس و غيرها من البضائع فمن الذي حث هؤلاء التجار على استعمال شهر العبادة لممارسة جشعهم.
المدخنين، فالمدخن الذي ينقطع عن التدخين الى الافطار يبدا يومه بالتوبيخ والصراخ و حالة ارباك عامة على اتفه الاسباب في البيت و ربما تصل الى ان يضرب زوجته و الاولاد بحجة انه صائم.
كبائر في رمضان، الكذب و النميمة و الغيبة و الشتم و الخوض في الاعراض و عقوق الوالدين و اكل حق في ميراث لاخ او اخت و سلوكيات اجتماعية سيئة لم يمنعها رمضان بايمانيته و رحماته فما ان صُفدت شياطين الجن و مردته حتى انطلق شياطين الانس الذين فيظهرون على حقيقتهم و يجدون في رمضان ملعبا مميزا لممارسة طقوسهم التخريبية و سلوكياتهم الفاضحة.
شهر رمضان نزل فيه القران فيه هداية و بينات و فيه مضاعفات للاجر فاستغلال العودة فيه عن السلوكيات الاجتماعية السيئة يضاعف الله فيها الاجر و فيها فرصة جيدة لتصويب المسار على الصعيد الاجتماعي و الديني، فما احوج النفس لاخذ وقت مستقطع و معاتبة الذات و العودة عن الاخطاء المرتكبة و محاولة ضبط النفس و عدم الانجرار خلفها و اصلاح ما افسدته قبل رمضان.
و هنا لابد لكل قارئ لهذا المقال ان يقف مع ذاته لحظة حساب ففي قول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الذي يؤخذ به مع ضعفه ( الكيس من دان نفسه و عمل لما بعد الموت و العاجز من اتبع نفسه هواها و تمنى على الله الاماني)
 فاي عاجز انت ايها القاتل و التاجر الكاذب المحتكر و النمام و المغتاب و اكل لحوم الناس الى متى ستظل تؤجل عودتك عن الاخطاء أإلى ساعة لا ينفع فيها الندم و لا العودة فكل العمر الذي تعيشه و كل المال الذي جمعته و تطمح ان تجمعه لا يساوي سكرة من سكرات الموت فهذه فرصة لتحاسب نفسك بعيدا عن همزات الشياطين و قبل ان ينتهي رمضان، أَسرع قبل ان يعود اليك المصفدين و تصبح مهمة العودة اصعب اكثر فأكثر.
فكما قالى النبي صلى الله عليه و آله ( اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل مماتك و صحتك قبل سقمك و فراغك قبل شغلك و شبابك قبل هرمك و غناك قبل فقرك )
و ختاما لهذه الدنيا و النفس ابيات شعرية لعلي رضي الله عنه يقول فيها 
النفس تبكي على الدنيا و قد علمت .. ان السلامة فيها ترك ما فيها 
لا دار للمرئ بعد الموت يسكنها .. الا التي كان قبل الموت بانيها 
فان بناها بخير طاب مسكنه .. و ان بناها بشر خاب بانيها
اموالنا لذوي المييراث نجمعها .. و بيوتنا لخراب الدهر نبنيها
اين الملوك التي كانت مسلطنة ..حتى سقاها بكأس الموت ساقيها

البوابة 24