بقلم كرم الشبطي
سامحيني يا أم الكون
لقد لعبت بأوراق الشجر
ولا أعلم أنها تمزق القلب
مر العمر من أمامك وأمامي
وما زلت أشعر أنني الطفل
لا يكبر في عينك وكنت أسال
ما السبب في تحملك لي أكثر
كانت الإجابة من الزمن تقهر
ترسم على جبينك وطن مغتصب
لم يكن لي خاطر غير أن أثأر
حقك وحقي وحق الشعب للأرض
كانت ثورة وميلاد ومخاض أكبر
صنع من رحمك رجالا لا تهزم
لا تحزني وتُحزني روحي معك
أتالم مثلك ومثل أي انسان عاش
بعيدا عن العائلة وفي الغربة مثال
هجرة وتهجير ومجازر لا تغتفر
مهما مرت عجلة التاريخ ستعود
الجيل له كلمة وما نحن غير ترس
نتحرك ببطيء ونموت وتحيا فلسطين
تذكرين هذا الشعار كما أخدنا منا
ترك لنا خيار ولم يترك غير الخيار
عيون ترصد المكان وتقول راجعين
حقنا المقدس ليس مجرد كلمات عبور
هو الحقيقة الساكنة من المقصود
نهرب من واقع ونتعثر عام وقرن
نعم هذه هي الحسابات التي تبشر
لا يقبلها أحد والجمع يرفض التصديق
أنا وحدي أقاوم ومعي ملايين عاجزة
تعجز وتسير و هي لا تعلم سر البوصلة
مواجهة الفكر طرق باب الحجر من الصغر
كي لا نخدع أنفسنا ولكن علينا الصبر
العيب من عجزنا كان أشد مرارة للحكم
للجهل مدرسة شيعت شهيد دون التخليد
هنا كانت جريمتنا بحقنا وعلينا الاعتراف
البداية تحتاج لفطرة ولاشارة تقيد النار
من الجنوب للشمال للوسط للخاصرة عمق
ورب السماء قال لا تنسوا أنها الوعد المكتوب
هل نكتفي بذلك ونجهل كيف ندوس على الرؤوس
من يغزو وطنك لا رحمة له مهما كانت رسالة الانسان
المحتل سيفجر فينا البركان دون أن يعلم كيف ولماذا
انتظروا ما بعد ولنا طريق سيرسم منارة جديدة كالشمس
تبشر توحد تجمع الأطياف من كل لون وصخر غاضب
سيدهش العالم وسيتحدث عنه البشر وستسأل من هذا الصقر
الناجي من ويلات الهزائم والخذلان وهو يحلق في السماء
رافع علم واحد وراية موحدة لأجمل الألوان من حكم الحياة السماح