البوابة 24

البوابة 24

متى يأتي يوسف؟

بقلم: ميسون كحيل

بمجرد أن يبدأ يومك تشعر بأن لا شيء يتغير روتين الحياة مفروض عليك كما الإحتلال، وشكل الإنقسام والشخوص! حتى فرشاة الأسنان رفيقتك في أول الصباح تجدها في المكان المعتاد ثم فنجان القهوة في حالة انتظار مثل كل يوم، وأجمل ما في الصباح أن تشعر بوجود كبارك وأقصد هنا الوالدين أو احدهما على الأقل. لأن وجودهما يعطيك شعور أنك لا زلت طفلا يحتاج لوالديه.

تغادر البيت كعادتك تسلك نفس الطريق، وتأخذ وسيلة النقل التي ستنقلك إلى مكان عملك، حتى الناس وإن تغيرت ملامح وجوههم أو أشكالهم فهم على نفس الوتيرة من السلوك اليومي، والغالبية منهم سارحة وعقولهم شاردة ولكل منهم قصة وحكاية وأمنيات وآمال تختلف شخوصها ولا تختلف أهدافها فالمعاناة ذاتها قلة الحيلة والمعاناة والمسؤوليات التي لا تنتهي بل قد يتم ايقاف بعضها؛ فهناك من لا يمتلك القدرة على استمرار أولاده في التعليم!

في مكان آخر قد يكون في نفس الشارع الذي تمر منه كل يوم أو نفس الحي الذي تقيم في أوله؛ هناك نوع آخر من الناس يمر بسيارته الجديدة مسرعا غير مكترثا بمن يعبر وبمن يسير على قدميه، رغم أن سيارته قد تكون من أموال ( الدولة!) أو من أموال ( الشعب!) وقد تكون ثمنا لشيء ما عنوانه الوطنية وباطنه النرجسية الشخصية والمصلحة الذاتية! فقد تغير شكل الوطن وتغيرت معه الصفات و نوعية الشخوص فأصبح الفقراء وقودا لآخرين يحتلون المكان، والبسطاء لعبتهم التي يلهون بها مرور الوقت بلا جدوى، فالوقت بالنسبة لهم يكمن في البقاء على كرسي الحكم و أما الثوريون الجدد بلا تأطير فقد أسسوا في نفوسهم المريضة غضبا وخوفا ورعبا من التأثير على تسلطهم وسلطانهم وسلطتهم! 

إن الصبر هو المطلوب على هذا الحال، وإن لاحت في الأفق بارقة أمل استمدها الناس من شباب واعد لم يعد بمقدوره الانتظار على بطش الغنى الوطني والنضالي والمالي المبهرج والمنقوص والفاقد للأهلية وإن كان لسان حالهم وحال المواطن البسيط يسأل متى يأتي يوسف؟ 

كاتم الصوت: اتفاقات سرية تساهم في بقاء الوضع على ما هو عليه مهما قام المتضرر بردة فعل!!

كلام في سرك: المهم فيما يحدث عدم السماح لأحد بركوب الموجة.

رسالة: ظلم يوسف ،صبر أبيه، غدر اخوته (أحتفظ بالأسماء).

البوابة 24