بقلم: هادي الاحمد
في زمن لا يعلم ماهيته ولا مكنوناته الا الله وحده خالق الكون كله، وفي فلسطين الطيبة والنقاء وعلى ثراها الطاهر استشهدت تلك الياسمينة واسمها ( شرين ) ، كانت في دنياها كل الجمال كل الاصالة كل شيئ نبيل .
شرين التي أعطت البر كله للام فلسطين فكانت الشهيدة خالدة الذكرة والسيرة العطرة ، لم تذهب الى بهارج الدنيا ولا الى مظاهرها الخادعة البالية الفانية ؟ مع قدرتها على ذلك بكل سهولة ويسر ؟ لقد اختارت طريق النقاء في الحياة عرفتها زائلة ورحلة منتهية فاقتبست منها الايجابية كلها، واستحقت رضى الخالق سبحانه ورحمته من جموع الملايين في عالم اليوم المادي ؟
شرين الابنة والشهيدة الحرة الابية امنت بفلسطين حقيقة فكانت خير من بر بها اما صالحة طيبة ، فمنحت اغلى ذكرى وسيرة المجد ، تذكرها أجيال وأجيال فهي أيقونة لا مثيل لها هذا الوقت والزمن الصعب الذي بات يمتلؤ أشواك عنيفة من كل صوب وجهة وجانب .
رحمة الله على شرين الشهادة والشهيدة ورضى الله لها ، ولتسكت باقي الالسن فكيف بكم تختزلون رحمة الله وتحددون مقدارها؟ أين هو فهم صحيح الاسلام ومقصده النبيل؟ يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا فَلْيَفْعَلْ).
في هذا الحديث النبوي الشريف دعوة الى البشرية وبصورة العموم بعمل الخير حتى قيام الساعة ، دعوة مفتوحة لم تحدد بمقدار ولا كم ؟ بل قائمة مستمرة الى البشرية لفعل الخير لفعل كل طيب كل حسن في الحياة الزائلة ، وشرين ماذا كانت تفعل ؟ أّمنت بفلسطين التي تحوي على ارضها أقدس المقدسات على وجه الارض ( المسجد الاقصى ، كنيسة القيامة ) ودافعت عنها بضراوة وبسالة منقطعة النظير في دنيا البيع والشراء للقيم وللمثل العليا وما أكثره اليوم فهو زمن البزنس والعمولة وقبض الثمن ؟ لكن شرين تلك الزيتونة الطيبة صمدت واختارت طريق النبل والعزة والكرامة ؟ اختارت تربية جيل صادق مع انها لم تكن زوجة بل كانت اما للجميع لكل الطيبين اصحاب رسالة الانسانية الصادقة في الحياة ؟ ويقول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في حديث نبوي اخر حاثا فيه البشرية على عمومها للاستزادة من فعل الخير في الحياة :
): من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فلبسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان (رواه مسلم)
هذا تماما ما كانت تفعله شرين في حياتها التي انقضت وصارت فصولا مروية بين الاجيال بأيدي السافل صهيون وزمرته النتنة الوسخة، لقد عملت شرين على ابعاد الاذى كله قدر استطاعتها عن فلسطين عن الاقصى الشريف والحرم الابراهيمي وكنيسة القيامة، عن بيوت الارامل والاطفال والشيوخ عن ارض فلسطين الطهر والنقاء كله ، ويأتي صوت ويقول كيف الترحم على شرين؟ من انت وهم حتى تحددوا رحمة الله ومقداركها وكيفيتها كيف لكم ذلك ؟ رحمة الله واسعة لا تحدد ولا يجوز اصلا لمخلوق بشري ضعيف الخوض فيها ابدا فهي من ذات الله سبحانه وحده فقط ؟ ثم وفي هذا الوقت الذي تحتاج فيه أصل الحكاية والرواية فلسطين الى التكاتف والتماسك تنطلق دعوات الفرقة والتفسخ ؟ ياه ما أهون واظعف تفكير البعض اشد وهنا من بيت العنكبوت ؟
شرين الشهيدة لك رحمات من الله كنت الام والمدرسة عطاءا ايجابيا طيبا وكنت غرسة الزيتون الباقية دلالة على الحق الفلسطيني بالارض والانسان ، وعلامة الزوال للاحتلال الصهيوني البائد وان طال وعربد ؟ فالباطل الى اندثار ويبقى الحق وصورته المضيئة انت لتكملي الرواية والحكاية عن ابنة الانسانية المفقودة وياسمنيتها المعطرة ، التي حملت في رحلة الدنيا احلى الاسامي شرين نبع الماء الاكثر نقاءا وصفاءا عطاءا لرمز الخير واحلى صوره الطيبة .
سؤال هل ستعيد البشرية حساباتها اليوم وتمشي في طريق شرين رمز الانسانية ربما لحظات الحياة القادمة أقدر على الاجابة والجواب ؟
