البوابة 24

البوابة 24

الحوراني والنواب

بقلم: ميسون كحيل

شهر مايو الحزين أراد أن يكرر الألم فينا ومعنا، أراد أن يختبر إيماننا بدروب المنفى لفيصل الحوراني الذي كان يتحدث فيها عن نفسه و عن غيره لحياة طويلة تعددت فيها المحطات؛ لكنه ورغم ذلك كان محظوظاً في نهاية هذه الدروب؛ حيث احتضنته الأرض التي أحبته كما أحبها مروراً بخالد وسميرة وزكية بالمحاصرون والعديد من الأعمال التي تؤرخ الصراع الفسطيني مع أكثر من طرف، وكأنه أيضاً كان يدرك الترابط بين الماضي والحاضر في إستهداف الإنسان الفلسطيني. رحل عنا لكنه باق ولن يغيب كما ستكون شيرين أبو عاقلة صاحبة الحقيقة والكاميرا الصادقة. 

ولم تمضي سوى أيام، وفي حالة من الإصرار لشهر مايو أن يختبرنا أكثر إذ رحل الشاعر العراقي مظفر النواب الذي ارتبط اسمه بالقدس من خلال قصيدته الشهيرة القدس عروس عروبتكم، وهي القصيدة التي قد تكون القصيدة الوحيدة المرتبطة بمراحل الزمن وتصلح لها! فلا شيء تغير، القدس تصرخ ولا تزال تصرخ أهلا أهلا أهلا.

وبالرغم من التناقض الحزبي بين فيصل الحوراني ومظفر النواب إلا أن السرد والنثر قد يكون التقيا في التعبير عن المنفى والألم، ومسار حياة كل منهما، وكثرة تنقلاتهما من بلد إلى آخر ومن منفى إلى منفى لكنهما اختلفا في نهاية كل منهما، و نوع التراب فالكاتب والصحفي والإنسان الفلسطيني فيصل الحوراني دفن ولحافه تراب وطنه فلسطين، أما مظفر فلم ينل أمنية ذلك و دفن في مكان آخر يقال إنه عربي!
 
شهر مايو الحزين أصر أن يبدأ مع رحيل المفكر والكاتب فيصل الحوراني الذي آمن بقضيته وعبر عنها في مؤلفاته التي ستبقى إرث للأجيال المقبلة، وأختتم بمظفر النواب الشاعر العراقي الذي ارتبط اسمه بالقدس، وما بين رحيلهما رحلت كلمة الحقيقة شيرين أبوعاقلة رحمها الله ورحم الله المبدعان الحوراني والنواب.

كاتم صوت: لا نذكر المبدعون إلا بعد الرحيل، والتكريم قد يجنبنا الأخطاء والعيوب.

كلام في سرك: البعثي والشيوعي! جمعتهما فلسطين وفرقهما التراب.

رسالة: في حضرة الموت، خذوا عبرة، حددوا خارطة الطريق، لم يتبق كثيراً من الوقت. (أحتفظ بالأسماء)

البوابة 24